العدد76/من الذي أشاع الفوضى في العراق؟

      Comments Off on العدد76/من الذي أشاع الفوضى في العراق؟

76

 ننشر في هذا العدد ترجمة ملخصة لدراسة استراتيجية مهمة مكونة من 22 صفحة منشورة في موقع مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط التابع لمعهد بروكينغز، ومعروف أن هذا المركز يُعد أحد المراكز البحثية التي تعبّر عن مصالح اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، ويعد هذا المعهد أحد المراكز البحثية القريبة من صنّاع القرار الأمريكي في الوقت الحاضر، ويُلاحظ أن العديد من المسؤولين الحاليين في الإدارة الأمريكية كانوا باحثين مقيمين فيه. تناولت الدراسة أوضاع العراق- منذ سقوط الطاغية صدام إلى يومنا هذا – بالبحث والتحليل والتقييم وخلُصت إلى أنه لا يوجد أي سبب للاعتقاد بأن العراق سوف يتحسن وضعه في وقت قريب وكل الأدلة تشير إلى أنه سوف يزداد سوءاً.

الكاتب “كينيث بولاك” من المتابعين الاستراتيجيين الكبار للشأن العراقي ويتردد على العراق بشكل متكرر، وهو مدير مركز سابان وزميل أقدم في قسم السياسة الخارجية، وخبير في الأمن الوطني والشؤون العسكرية والخليج، وكان مديراً لقسم شؤون الخليج في مجلس الأمن القومي، وكان مديراً لقسم دراسات الأمن القومي في مجلس العلاقات الخارجية، وقضى سبع سنوات في وكالة المخابرات المركزية كمحلل عسكري لمنطقة الخليج، وهو مؤلف كتاب: طريق خارج من الصحراء: استراتيجية كبرى لأمريكا في الشرق الأوسط.

نلاحظ في هذه الدراسة أن الكاتب يمارس عملية التضليل الاستراتيجي بامتياز، الأمر الذي يتطلب الحذر لئلا تُصاب رؤيتنا التحليلية بالتشويش والضبابية. فهو يدّعي بأنه [بعد سقوط الدولة العراقية انهارت الأجهزة الأمنية ولم تصدر القوات الأمريكية أي أوامرحتى الآن لتوفير الأمن للبلاد، وبمجرد أن اعترفت إدارة بوش بأن افتراضاتها التي سبقت الحرب حول عراق ما بعد السقوط كلها خاطئة، أُصيب أفرادها بحالة ذعر وحاولوا فعل أي شيء للتخلص من القرارات العشوائية التي أسفرت عن أخطاء لا تحصى دفعت إلى ظهور أربع مشاكل رئيسة، زجّت بالعراق في حرب أهلية عام 2006 ].

ونحن بدورنا نتساءل من الذي كان السبب وراء انهيار الأجهزة الأمنية؟ ألم تكن قرارات “بول بريمر” الصادرة من واشنطن هي السبب؟ ولماذا لم تصدر التعليمات لبناء الأجهزة الأمنية الجديدة إلا بعد مرور حوالي سنة ونصف، حيث تُرك البلد تحت رحمة المجرمين والقتلة المُفرج عنهم من السجون عشية سقوط الطاغية، ولم تُوفَّر الحماية إلا لوزارة النفط فقط وفقط؟ وفُتحت الحدود أمام الإرهابيين القتلة من تنظيم القاعدة، وفُتح المجال واسعا أمام العصابات وأمراء الحرب، لكي يعيثوا في الأرض فساداً؟!

كل هذه الأحداث كانت غير مقصودة وتُعد من الأخطاء الكبرى التي مارستها الولايات المتحدة في العراق، كما يدعي؟ وليست لها أي علاقة “بالفوضى الخلاقة” وبنظريات “برنارد لويس” التقسيمية؟ وكل هذا خيال من أوهام نظريات المؤامرة!

تحميل العدد كاملاً