إن أحداث الموصل ستشكل بالتأكيد مفترق طرق في تاريخ العراق المعاصر، ويُلاحَظ الآن السيل الجارف من المقالات والدراسات والتقارير الاستراتيجية المتنوعة الصادرة من مختلف الصحف والمراكز البحثية المتعددة، وابتداءً من هذا العدد سنغطي أهم هذه المواد التي تناولت أحداث الموصل وتداعياتها المختلفة التي سوف لن تكف عن العمل والتأثير على موازين القوى على الأرض وستنتج أحداثاً استراتيجية متلاحقة في العراق وفي المنطقة. وغني عن البيان أن متابعة ورصد هذه المواد الاستراتيجة يعد من الضروريات لكل مهتم بالشأن العام من صنّاع القرار والكوادر العليا في المجتمع وشريحة صناع الرأي العام. ونود هنا تسجيل الملاحظات الآتية:
1- هذه الأحداث شكلت صدمة ربما ستصحح مسار بعض الفعاليات السياسية.
2- أثبتت هذه الأحداث أن هناك نقاط ضعف كثيرة ومتنوعة في مجال بناء القوات الأمنية وكذلك في مجال النشاط الاستخباراتي.
3- أتاحت أحداث الموصل التعرف على العاملين ضد العملية السياسية المتجهة صوب حكومة الأغلبية السياسية.
4- وفّرت داعش الفرصة لاستيلاء الأكراد على كركوك.
5- أثبتت الأحداث الأخيرة مدى هشاشة التجربة الديمقراطية في العراق.
6- بيّنت هذه الأحداث مدى ضعف الإعلام الحكومي وتخلفه وفي المقابل أوضحت مدى فعالية الأعداء ومهارتهم في استخدام الفضائيات وتقنيات التواصل الاجتماعي في إدارة الصراع.
7- وفّرت الموصل الكثير من المعلومات والوثائق والأدلة على التدخل القطري والسعودي والإسرائيلي والتركي السافر في شؤون العراق ودعم الإرهاب وبضوء أخضر أوربي وأمريكي.
8- أصبح من الواضح مدى هشاشة الاعتماد على المساعدات العسكرية الأمريكية التي لم يصل منها شيئ يذكر وخصوصاً الطائرات المقاتلة.
9- النقطة أعلاه توضّح أهمية تنويع مصادر التسلح وخاصة من روسيا.
10- أثبتت الأحداث الأخيرة مدى صعوبة بقاء العراق موحداً، بعد التصريحات الكثيرة التي أطلقها الأكراد حول دولتهم المستقلة، والأصوات العالية التي تطالب بالإقليم السني وزيادة صلاحياته على حساب المركز.
11- وأخيراً وليس آخراً نكرر التذكير بأن انتشار الوعي الاستراتيجي لدى النخبة المتصدية للعمل العام يُعد من مستلزمات خوض الصراع ومواجهة تحديات الفتنة الطائفية والفوضى الخلاقة ودسائس اللوبي الصهيوني النشط ومن ورائهم مفكري ومنظري تيار المحافظين الجدد الذين استطاعوا جعل القضية الفلسطينية نسياً منسياً، بعد أن كانت محور الاهتمام.