ننشر في هذا العدد ترجمة ملخصة لثالث أهم وثيقة استراتيجية تسلط الضوء على السياسة الأمريكية في العراق والمنطقة، وهي شهادة مقدمة أمام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الأمريكي من قِبل الخبير الأمني والعسكري الاستراتيجي في مجلس العلاقات الخارجية “ستيفن بايدل“، فالوثيقة الأولى كانت لـ “كينيث بولاك” والثانية كانت لـ “ماكس بووت” وقد تم نشرهما في الأعداد السابقة من هذه النشرة. ونود هنا تسجيل الملاحظات الآتية التي تتعلق بالوثيقة الثالثة:
1- يؤكد الكاتب عدم قدرة داعش على إسقاط الحكومة في بغداد، ولكنه في الوقت نفسه يؤكد عدم قدرة القوات الحكومية على طرد داعش في الوقت الحاضر ولمدة طويلة قادمة.
2- ستنتهي هذه الحرب بظهور ثلاث مناطق هادئة نسبياً، كردية وسنية وشيعية،يفصلها أطواق من الأراضي المتنازع عليها.
3- إن الحروب من هذا النوع نادراً ما تكون قصيرة ومتوسطة، فهذه الحروب على الأغلب تستمر بين 7-10 سنوات مع وجود بعض الحروب التي استمرت لجيل أو أكثر.
4- ولتقصير أمد الحرب ينصح الكاتب بتشجيع الحكومة العراقية على تسوية الأمور التي تُقلق السنة وجعل هذه التسويات ذات مصداقية، فإذا كانت داعش تبدو أفضل للسنة من الإبادة على يد الحكومة العراقية فلن تكون هناك تسوية ممكنة وسيقاتل السنة للحصول على نتائج أفضل.
5- وجود حرب الوكالة الإقليمية الآن بين السعودية السنية وإيران الشيعية وامتدادها مستمر من سوريا إلى جيرانها.
6- هذه الفقرة تسلط الضوء على طريقة التفكير والسياسة الامريكية في المنطقة وهي طريقة احتوائية واستنزافية جوهرها قائم على فكرة “فرق تسد” :[إن الاستراتيجية الكلاسيكية لإضعاف المتمردين السنة هي في إثارة اضطرابات شيعية في المنطقة الشرقية في السعودية، وتوريط قاعدة دعم المتمردين السنة بحرب أهلية تستنزف موارد وكلاء السعودية في الخارج، أو تعميق حرب الوكالة بإقناع إيران بالتصعيد من خلال إغلاق مضيق هرمز لإضعاف عدوها السعودي].
7- يؤكد الكاتب على خيار تقديم المساعدات المشروطة التي ستهيأ الأرضية المناسبة لظهور الإقليم السني من خلال هذه الفقرة: [فالقيمة الحقيقية للمساعدة العسكرية تتحقق إذا كانت مشروطة ويمكن استخدامها لتشجيع الحكومة العراقية على إيجاد جيش مهني يمكن أن يدافع عن السنة من هجمات داعش ويكون محل ثقة السنة أولاً. وثانياً، استيعاب المصالح السنية بنطاق واسع عبر العملية السياسية].
8- هذه فقرة أخرى تسلط الضوء على طريقة التفكير والسياسة الأمريكية في المنطقة، التي يراد منها الضغط على الحكومة العراقية لتنفيذ الخطط الرامية لظهور الإقليم السني : [ويمكن إرسال إشارات خفية من قبل الولايات المتحدة للمساعدة على دعم استقلال الأكراد، خصوصاً إذا كان ذلك دون التضحية بالعلاقات مع تركيا، أو توسيع كبير للمساعدات العسكرية المقدمة للجيش السوري الحر أو غيره من المعارضة السنية المعتدلة في سوريا].