من المقالات الإستراتيجية المهمة المنشورة في هذا العدد هي مقالة الخبير الإستراتيجي المهتم بالشأن العراقي “كينيث بولاك” أحد باحثي معهد بروكينغز المعنونة ” تقييم سياسة إدراة أوباما في العراق وسوريا “، وهي مقالة تسلط الضوء على السياسة الأمريكية الحالية في العراق، القائمة في أحد جوانبها على بناء وتشكيل ما يسمى بالحرس الوطني، الذي يراد له أن يكون نواة القوات المسلحة في الإقليم السني، تمهيدا للانفصال والاستقلال فيما بعد، مثلما يفعل الأكراد، فنراه يقول: [ الإدارة في العراق تحاول التوفيق بين الحاجة إلى ضرورة تأسيس قوتين منفصلتين، إحداهما يهيمن عليها الشيعة متمثلة بالجيش العراقي بعد تجديده، والأخرى الحرس الوطني الجديد الذي يتكون من السنة. يبقى أن نرى كيف ستكون لهذه القوات المقدرة على العمل معا، خاصة وإن السنة لا يريدون أي شيعي في وحدات الجيش العراقي العاملة في المحافظات ذات الغالبية السنية، وكذلك يريد الشيعة بالمقابل ]. ونراه في مكان آخر يقول:[أن تشكيل الحكومة الجديدة في العراق تعد خطوة هامة نحو الأمام، ولكنها ليست سوى خطوة صغيرة جدا، فالعراقيون ما زالوا بحاجة إلى فرز الشكل الجديد للنظام السياسي، والسنة عازمون على رؤية الهيكل الاتحادي بوضوح تام، حيث يكون للمحافظات ذات الأغلبية السنية استقلال ذاتي يتضمن السيطرة على القوات العسكرية الخاصة بهم كما يفعل الأكراد].
وهناك مقالان استراتيجيان مهمان تناولا الاستقلال الكردي وملابساته وتعقيداته المتشابكة، الأول منشور في “صحيفة نيويوركر” الأمريكية تحت عنوان ” أوباما يمهد الطريق لإقامة دولة كردية نفطية ” والثاني منشور في مركز أبحاث “مجموعة الأزمات الدولية ” تحت عنوان” الاستقلال الكردي أصعب مما يبدو “.
ففي المقال الأول نرى الكاتب يشير وبوضوح إلى المصالح النفطية في كردستان العراق ، إذ يقول: [تعدّ أربيل العاصمة النفطية للإقليم الكردي المزدهر ، وتزايد ثراء الأكراد الذين عملوا على جذب شركات النفط للعمل على أراضيهم كشركاء، وبدأوا يتصرفون كدولة أكثر فأكثر، ولم تفعل إدارة أوباما شيئا لتغيير هذا الاتجاه، ومن بين العديد من شركات التنقيب عن النفط والغاز في كردستان تتواجد شركتي إكسون موبيل وشيفرون بموجب عقود تعوض الشركات عن المخاطر مصحوبةً بشروط إيجابية وبنحو أكثر من المعتاد، وإن دفاع أوباما عن أربيل في الواقع هو دفاع عن دولة النفط الكردية غير المعلنة].
وفي المقال الثاني نلاحظ إشارة الكاتب إلى التحول الإستراتيجي في موازين القوى لصالح الأكراد الذي حصل بفضل داعش بعد سيطرتها على الموصل، فنراه يقول:[مع وقوع نفط كركوك بأيدي البيشمركة، فقد توفرت للأكراد فرصة تاريخية لضخ هذا النفط من خلال خط الأنابيب الجديد المتجه نحو تركيا، وإذا ما تمكنوا من العثور على مشترين لنفطهم، مع بقاء شلل الحكومة العراقية بسبب الحرب الطائفية، فسيتقدمون بذلك مسافة كبيرة نحو الاستقلال].