قد تتصور واشنطن أنها ستترك مسؤولية المواجهة البرية مع التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط الكبير لحكومات وشعوب المنطقة، لكن مسار الأحداث سيثبت خطأ هذا التصور عندما تضطر إلى دفع ثمن أخطائها الاستراتيجية من حياة أبنائها وأموال دافعي الضرائب فيها في المواجهة البرية الحتمية مع قوى الإرهاب. القارئ الكريم، العدد الذي بين يديك من إصدار (العراق في مراكز الأبحاث العالمية) يتضمن خمسة مقالات استراتيجية مهمة: المقال الأول (بؤرة الحرب الأهلية القادمة في العراق)، للكاتب (جيسي روزنفيلد)، نشرته صحيفة (الديلي بيست) الأمريكية، ويتحدث كاتبه عن الواقع غير المستقر الذي تعيشه مدينة كركوك العراقية لأسباب عدة يذكرها، في وقت تتقارب فيه رايات كل من الجماعات الشيعية المسلحة والبيشمركة الكردية وتنظيم “داعش” في مشهد ينذر بالانفجار في أي وقت ليعطي الفرصة لـ”داعش” لتدمير أعدائهم الشيعة والأكراد وفتح الباب لحرب أهلية وخيمة العواقب.
المقال الثاني (تقييم التهديد الاستراتيجي الذي يشكله تنظيم “داعش”)، للكاتب (جيمس جيفري)، نشره (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى)، ويذهب المقال إلى بيان أن سياسة “الاحتواء” و”والصبر الاستراتيجي” التي يتبعها أوباما مع تنظيم “داعش” غير كافية؛ لأن الزمن ليس في صالحها. ويرى كاتبه أن مواجهة هذا التنظيم تتطلب دعم منهج اللامركزية من حكومة بغداد، وإبقاء قوات أمريكية لتدريب القوات العراقية، ومنع إيران من إزاحة نفوذ واشنطن من العراق؛ لأن ذلك سيقود إلى النسخة الثانية من “داعش” ويمهد لتقسيم العراق.
المقال الثالث (التهديد الإرهابي للمقاتلين الأجانب في سوريا والعراق)، للكاتبين (دانيال بايمان، وجيريميشابيرو)، نشره (معهد بروكنغز)، ويسلط الضوء على مشكلة المقاتلين الأجانب المنتمين إلى التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا، إذ وجد الكاتبان أن تهديد هؤلاء لبلدانهم التي هاجروا منها أمر مبالغ فيه؛ لوجود وسائل عدة يمكن من خلالها تقليل خطرهم، فلا داعي أن تقوم هذه الحكومات بردود أفعال تنتهي بارتكاب أخطاء سياسية خطرة.
المقال الرابع (الحرب العالمية القادمة داخل العالم الإسلامي) في جزئه الثاني، والمقال للكاتب (جيمس تروب)، الذي يستمر في التأكيد على أن ما يحصل في الشرق الأوسط هو حرب عالمية داخل العالم الإسلامي سيتحتم على الغرب التورط فيها، ويجد أن دعم واشنطن للحكومات الاستبدادية لمواجهة الإرهاب سيكون خطأ استراتيجيا على المدى الطويل، وإذا نجحت سياسة احتواء تنظيم “داعش” حتى الآن، فإن الرئيس الأمريكي القادم قد يكون أكثر شهية للقتال بعد أن يصيب طول الحرب الأمة الأمريكية بالضجر.
المقال الخامس(24 صوتا لوحدة العراق) في جزئه الثالث، الذي يحاول استعراض توقعات مجموعة من الخبراء حول مستقبل العراق بين الوحدة والتقسيم. وفي هذا الجزء تذهب أغلب الآراء إلى توقع التقسيم ما لم يمنع العراقيون حكومةً وشعباً هذا المصير بحسن الإدارة وربط المصالح والالتفاف حول الهوية الوطنية.
إقرأ في هذا العدد :
بؤورة الحرب الأهلية القادمة في العراق الكاتب: جيسي روزنفيلد
تقييم التهديد الستراتيجي الذي يسكله تنظيم “داعض” الكاتب:جيمس جيفري
التهديد الإرهابي للمقاتلين الأجانب في سوريا والعراق الكاتبان : دانيال بايمان، وجيريمي سابيرو
الحرب العالمية القادمة داخل العالم الإسلامي – الجزء الثاني – الكاتب : جيمس تروب
24 صوتا لوحدة العراق – الجزء الثالث- الكاتب مجموعة آراء لباحثين وخبراء