الكاتب: جيسون بورك
ترجمة وتلخيص: حيدر رضا محمد
إن عمليات القتل والإعدامات المروعة التي ينفذها تنظيم “داعش” والمجاميع الإرهابية الأخرى ليست وليدة اليوم
، وإنما هي وسيلة تسخرها هذه التنظيمات للسيطرة والتحشد. إن هذه التنظيمات الإرهابية ستخسر شعبيتها بهذه الطريقة. ويتساءل الكاتب: متى تنتهي هذه الأحداث المروعة؟.
استهل الكاتب مقاله بالقول: إن لكل صراع تكتيكا وسلاحا. ففي الحرب العالمية الأولى الخنادق، وفي الثانية المدرعات، أما في فيتنام فقد كانت المروحيات. وفي الصراعات الفوضوية المتشابكة خلال العقد الذي أعقب هجمات 11 / سبتمبر، فقد استعملت الهجمات الانتحارية، سواء على نيويورك أم على واشنطن، أم تلك التي حدثت في بالي، أم في مترو الأنفاق في لندن، أم أكثر الهجمات الانتحارية في العراق وباكستان وأفغانستان.
إن أسلوب وتكتيك المرحلة الجديدة من التشدد الإسلامي والحرب ضده، ما يزال غير واضح المعالم في هذه المرحلة المبكرة، إلا أن هناك أمرا واضحا، وهو طريقة الإعدام.
إن هذه الأعمال حدثت مرارا وتكراراً. ففي المرحلة السابقة، هجمات 11 / سبتمبر، وقطع رأس الصحفي الأمريكي، وهناك الكثير من عمليات القتل غير المعلنة. فقد أعدمت حركة طالبان المئات بتهمة التجسس، وشهدت الحرب الأهلية العراقية قتل الآلاف بالرصاص، والحرق والشنق من دون أي محاكمة. إلا أن الهجمات الانتحارية في الغرب والعالم الإسلامي – والتي تميزت بالخيال ورمز العنف للمتطرفين – فإنها تعد عنصرا أساسيا قدمها أسامة بن لادن والقاعدة. وكان أول تفجير انتحاري في أفغانستان عام 2002، وفي عام 2010، هناك (106) عملية انتحارية.
إن هذه المرحلة من التشدد انتهت في عام 2011، مع اندلاع الربيع العربي. على الرغم من وفاة ابن لادن والتراجع النسبي لجماعته فإن آيديولوجيته كانت واسعة ورائدة، وقد استمرت بالازدهار. ويبدو أن “الدولة الإسلامية” قد اختارت أداة تنفيذ القتل أساسا لتحقيق هذا، وهذا أمر منطقي. إن الفرق الكبير بين مرحلة التشدد مع المرحلة الأخيرة، هو أنها اليوم تعمل في جميع أنحاء العالم، من بوكو حرام في نيجيريا إلى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ومن حركة طالبان الباكستانية إلى تنظيم “داعش”. وتحدد الأولويات للاستيلاء على الأراضي بدلا من استراتيجية “دعاية الفعل”، وتهدف إلى التحريض على العنف، ومن ثم تطرف عشرات الملايين من المسلمين. وتستخدم التفجيرات الانتحارية تكتيكاً للأهداف المحلية، مثل تسهيل الاستيلاء على بلدة أو تقويض معنويات القوات الحكومية، بدلا من الاستراتيجية التي تستخدم ضد الدول الغربية البعيدة.
وقد استخدم الحاكمون الإعدام العلني كوسيلة للسيطرة الاجتماعية وإرسال رسالة قوية، للترهيب والتعبئة والاستقطاب. وأعتقد أن الرومان والحكام الأوربيين في العصور الوسطى والمغول والعثمانيين والنازيين والشيوعيين والماويين والثوار الإيرانيين وحركة طالبان استخدموا أسلوبا مشابها من الإعدامات العلنية. إن المتشددين يريدون بناء دولة، والأهم أن تؤخذ قوتهم على محمل الجد.
في كل ساحات الجهاد، هناك قتل بالأماكن العامة وغالبا ما يتم تصويره وبثه. إذ أصدرت حركة طالبان الأفغانية أشرطة فديو حول عمليات قتل نساء متهمات بالزنا. وتم تصوير مقتل رجل العام الماضي في ليبيا، وكذلك قيام حركة الشباب الصومالية بإعدام عدد يزعم أنهم جواسيس. وبالطبع قامت “داعش” بقتل المئات بتهم مختلفة، بما في ذلك من اتهمهم بالزنا، أو المثليين الجنسيين، وكذلك اللصوص وقطاع الطرق. وقتل الآلاف من الأسرى السوريين والعراقيين وكذلك الأكراد. كذلك الهجمات الإرهابية التي حدثت في الغرب تشبه – على نحو متزايد -الإعدامات العلنية، ففي عام 2013، قتل رجلان الجندي “لي ريجبي” وهو خارج خدمته في جنوب شرق لندن بساطور وسكاكين وحاولا قطع رأسه. وكذلك الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو في باريس الشهر الماضي وقتل (11) شخصا من العزل بالرصاص.
ويتساءل الكاتب: متى ينتهي كل هذا ؟، والتصعيد المروع من هجمات وقتل جماعي منذ تسعينات القرن الماضي مرورا بأحداث 11 / سبتمبر. وفي العقد القادم، أثبتت هذه الهجمات نتائج عكسية، تضعف دعم التنظيم وفروعه بدلا من حشد الملايين من المتعاطفيين الجدد.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: إنه من غير المرجح أن تعزز شرعية أو شعبية “داعش” بالأعمال المروعة، مثل طريقة قتل معاذ الكساسبة. ويؤكد الكاتب أن عمليات القتل المروعة التي ينفذها تنظيم “داعش” سوف تستمر.
رابط المقال:
http://www.theguardian.com/commentisfree/2015/feb/08/murder-in-public-isis-signature