إن الجيوش التي تحقق أروع انتصاراتها في ساحات القتال يمكن أن تذهب تضحياتها هباءا عندما يفتقد قادتها السياسيون إلى المهارات الدبلوماسية اللازمة للتفاوض المقنع مع خصومهم وحلفائهم، فكسب المعارك لا يعني كسب الحرب. عزيزي القارئ الكريم ستجد في هذا العدد من إصدار (العراق في مركز الأبحاث العالمية) أربعة مقالات مهمة: المقال الأول (تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” ليست جماعة إرهابية: لماذا لم ترِد جهود مكافحة الإرهاب إيقاف تهديد الجهاديين الأخير؟)، للكاتب (أودري كورث كرونين)، نشرته (مجلة الشؤون الخارجية الأمريكية)، ويستعرض فيه الكاتب خطأ واشنطن عندما تعاملت مع تنظيم “داعش” على أنه امتداد للقاعدة، فهذا التنظيم لا يشبه القاعدة، ولا يمكن مواجهته بأسلوب مكافحة الإرهاب أو مكافحة التمرد أو الحرب التقليدية الشاملة. ويقترح الكاتب بدلا من ذلك “استراتيجية الاحتواء الهجومية“، التي تمزج بين التكتيكات العسكرية المحدودة (الجهد العسكري)، والدبلوماسية الواسعة (الجهد السياسي + الجهد الاقتصادي)، لإضعاف التنظيم. ويخلص المقال إلى التأكيد على أن “داعش” ليست مجرد مشكلة أمريكية، بل هي جزء من حرب يتورط فيها لاعبون كبار ( روسيا ،إيران ،تركيا ، السعودية..) وعلى واشنطن أن تكون لها أجندة للتعامل مع هذه الدول لاحتواء هذا الخطر الذي يهدد النظام العالمي برمته.
المقال الثاني (هل تتخلى أمريكا عن الجيش العراقي؟)، للكاتب (بيتر غالبريث)، نشرته صحيفة (الديلي بيست الأمريكية)، ويرى كاتبه أن الجيش العراقي غير مستعد لتحرير الموصل؛ لكون مشكلة الجيش جزءًا من مشكلة المجتمع العراقي المنقسم بين مكوناته وغير الملتف حول فكرة أمة مشتركة يستند إليها الجيش في بنائه، وأن نجاح الجيش العراقي في تحرير تكريت لا يعني تحرير الموصل؛ لأنه “في ظل عراق منقسم، فأن هجوما حكوميا ناجحا لاستعادة الموصل قد لا يحل الكثير من الأمور”.
المقال الثالث (هل يستطيع الجيش العراقي طرد تنظيم “الدولة الإسلامية”)، للكاتب (مايكل نايتس)، نشره (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى)، ويصر كاتبه على عدم استعداد الجيش العراقي حاليا لاستعادة الموصل، وأن معركة تكريت يمكن أن تكون مؤشرا للدور الذي يمكن أن تلعبه قوات الحشد الشعبي في معركة الموصل، ويرى أن تحرير الموصل قد يعني الدفع بأكثر من نصف القوات الأمنية التي تحمي العاصمة إلى المعركة، مما يجعل بغداد وحكومتها تحت حماية القوات غير الحكومية، وهذا الأمر قد ينذر بعواقب وخيمة على وضع العاصمة والحكومة.
المقال الرابع (إنهاء الحروب في سبيل مكافحة العنف الجهادي)، للكاتب (جون ألترمان)، نشره (مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية)، ويشير كاتبه إلى أن الصراعات الناجمة عن العنف الجهادي تغذيها الحروب بالوكالة عن أطراف عدة، وهذه الصراعات لابد من وضع حد لها من خلال التفاوض مع الأطراف البعيدة التي تدعم المقاتلين، وأن المهارة التفاوضية للولايات المتحدة تتطلب إقناع الآخرين بأنها تمتلك النفوذ والموارد والمهارة لدفع العالم بعيدا عن هذه الصراعات.
إقرأ في هذا العدد :
تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”ليست جماعة إرهابية لماذا لم ترد جهود مكافحة الإرهاب ايقاف تهديد الجهاديين الأخير؟ الكاتب: أودري كييورث كرونييين
هل تتخلى أمريكا عن الجيش العراقي؟ الكاتب بيتر غالبريت
هل يستطيع الجيش العراقي طرد تنظيم “الدولة الإسلامية”؟ الكاتب : مايكل نايتس
انهاء الحروب في سبيل مكافحة العنف الجهادي الكاتب: جون الترمان