الكاتبة: آن برانرد
ترجمة: م.م. حيدر رضا
شارك عدد كبير من القوات في عمليات تحرير تكريت، إلا أن المنافسة المتوقعة هي بين الجماعات المسلحة،
من أجل إعطاء نفسها الدور والقدر الأكبر من الفضل في الانتصار المتوقع، وكذلك محاولتها وضع أهمية كبيرة لها في المعركة الأكثر أهمية لتحرير مدينة الموصل، إذ إنه من غير المرجح أن تشن القوات الحكومية هجوماً على الموصل من دون مشاركة الميليشيات الشيعية، إلا أن المسؤولين الأمريكيين رفضوا التعاون المباشر مع هذه الميليشيات التي قتلت الكثير من القوات الأمريكية خلال فترة احتلال العراق.
استهلت الكاتبة الأمريكية مقالها بالقول: واصلت القوات الحكومية العراقية والميليشيات المتحالفة معها يوم الجمعة هجومها لمحاربة المتشددين المنتمين الى تنظيم “داعش”، الذين دافعوا عن مواقعهم المتبقية في مدينة تكريت بواسطة القناصة والعبوات الناسفة. ودعى مسؤولون عراقيون الى الوحدة في مواجهة الجماعات المتطرفة التي اجتاحت الكثير من مناطق شمال وغرب العراق في العام الماضي، وأعلنوا ان الهدف من محاربتها هو هدف عراقي وطني، وليس شيعيا او ايرانيا. وبينت فصائل جديدة استعدادها للانضمام الى الصراع، و إن كانت باعداد صغيرة. إن هذا ينبئ ليس فقط بتوسيع نطاق الحرب العراقية ضد تنظيم “داعش”، ولكنه ايضاً ربما ينبئ بالتوسع في المناورات من قبل الجماعات المتنافسة لتبادل قدرا من الفضل في الانتصار المتوقع، ومحاولة هذه الجماعات أن تضع لنفسها اهمية في المشاركة، حتى في المعركة الاكثر اهمية في الموصل، التي اعلنتها “داعش” عاصمة لها.
ووصل حوالي 700 مقاتل موال لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر للمشاركة في عمليات جنوب تكريت، والانضمام الى قوة قوامها اكثر من 30.000 مقاتل موالي للحكومة، وثلثهم من الفصائل الشيعية التي تعرف بقوات الحشد الشعبي. وقال مسؤولون في مدينة البصرة جنوب العراق، ان هناك ميليشيات سنية شكلتها المؤسسة الدينية، وذلك من اجل الانضمام الى الحشد الشعبي.
البيشمركة الكردية ومقاتلو العشائر السنية مستمرون في التقدم نحو الاراضي التي احتلها تنظيم “داعش”. وقال مسؤولون عسكريون: سوف يكون لهم دور مهم في معركة الموصل.
الموالون لمقتدى الصدر لم يشاركوا في المعارك الاخيرة، وذلك بعد ان قام الصدر بتجميد مشاركتهم؛ بسبب مزاعم الفظائع التي ارتكبتها الميليشيات الشيعية في ديالى والانبار بعد طرد مسلحي تنظيم “الدولة الاسلامية”. الا انه في الاسبوع الماضي، دعى الصدر ميليشياته المعروفة باسم (سرايا السلام)، من اجل الاستعداد والتعبئة للمشاركة الممكنة في حملة استعادة الموصل، واعلن ان قواته لديها سمعة افضل من غيرها من الميليشيات، وان مشاركتهم سوف تبعد النكهة الطائفية في المعركة.
وتؤكد الكاتبة على انه مقارنة مع قادة الميليشيات الاخرى، فإن السيد الصدر اقل تقرباً الى ايران في الآونة الاخيرة، وكذلك لم يتم اتهام مقاتليه في الانتهاكات الاخيرة.
وتشير الكاتبة الى ما قاله حاكم الزاملي – زعيم الكتلة البرلمانية للصدر ورئيس لجنة الامن والدفاع البرلمانية – حينما سُئل مرارا وتكرارا في زيارته الاخيرة الى الانبار وغيرها من المحافظات التي تكافح تنظيم “داعش”: لديكم مقاتلون اقوياء ومدربون، ولم يقوموا بأي انتهاكات، لماذا لا تشاركون في المعارك؟. فأجاب الزاملي: ان السيد الصدر ايضا قلق من تأخر معركة الموصل، ويريد من قواته ان تقدم المساعدة.
كما وتؤكد الكاتبة على ان القوات الحكومية العراقية من غير المرجح ان تشن هجوماً على مدينة الموصل من دون مشاركة الميليشيات المسلحة، والتي ارقامها تفوق بكثير القوات المسلحة النظامية، التي تبخرت – الى حد كبير – خلال هجوم تنظيم “داعش” على الموصل. ولكن المسؤولين الامريكيين رفضوا التعاون المباشر مع الميليشيات الشيعية؛ لان هذه الميليشيات ولاسيما التابعة لمقتدى الصدر، قتلت الكثير من القوات الامريكية خلال فترة احتلالهم للعراق، ويتم استشارتهم من قبل المسؤولين العسكريين الايرانيين، الذين يلعبون دورا قياديا في العراق.
وقد تم تكليف بعض مقاتلي الصدر لحماية المقدسات الشيعية في مدينة سامراء جنوب تكريت، التي فجر فيها مسلحون سنة على صلة بتنظيم القاعدة الضريح المقدس للعسكريين في سنة 2006، والتي اشعلت موجة من عمليات القتل الطائفية الانتقامية.
واختتمت الكاتبة مقالها بالقول: ابدى السنة العراقيون مخاوف من اعمال انتقامية من قبل القوات العراقية التي يهيمن عليها الشيعة في الحملة على مدينة تكريت، الا ان التلفزيون الرسمي اظهر صورا بثها للسكان السنة في قرية العلم الواقعة على مشارف المدينة الشمالية وهم يلقون التحية على القوات العراقية بفرح.
رابط المقال:
http://www.nytimes.com/2015/03/14/world/middleeast/tikrit-iraq-isis-battle.html?_r=1