في ظل الصراعات الحادة يقفز الاستقرار والأمن ليغدوان أساس مطالب الجميع ولو على حساب العدل،
لكن حوادث التاريخ أثبتت أن استمرار الظلم يخلق مشاعر ملتهبة تمنع إيجاد الاستقرار والأمن، وهذه المشاعر تشكل المنبع الحقيقي للإرهاب والعنف بكل صوره. في هذا العدد من إصدار (العراق في مراكز الأبحاث العالمية) يطالع القارئ الكريم خمسة مقالات: المقال الأول (بغداد تفاجئ البنتاغون)، للكاتبين ( لارا جاكز وكاتا برانين)، نشرته مجلة (السياسة الخارجية) الأمريكية، ويرى الكاتبان أن دور الولايات المتحدة في تحرير تكريت كان ضعيفا، مع بروز الدور الإيراني في المعركة وتأثيره على الفصائل الشيعية المسلحة. وقد فاجئت بغداد البنتاغون في دقة تخطيط وإدارة المعركة. وينتهي الكاتبان إلى تقرير أن القضاء على “داعش” يتطلب التعاون المشترك بين طهران وواشنطن.
المقال الثاني (الهدف الاستراتيجي الحقيقي في العراق وسوريا: كيف يمكن تحقيق الاستقرار الدائم؟)، للكاتب (انتوني كوردسمان)، نشره (مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية)، وفيه تحليل عميق للصراع في العراق وسوريا، مما يقتضي إيجاد استراتيجية شاملة للاستقرار تجعل جهود واشنطن في البلدين ذات جدوى، والتحدي لهذه الاستراتيجية في العراق يتمثل بالتوترات بين العرب والأكراد وبين الشيعة والسنة، وحاجة البلد للتنمية الاقتصادية من خلال حكومة قادرة وكفوءة. أما في سوريا، فالوضع أكثر تعقيدا؛ بسبب عدم وجود أمل بحسم الصراع لصالح طرف ما.
المقال الثالث (تحايل تنظيم “داعش” للاستفادة من الخدمات المصرفية)، للكاتب (ماثيو ليفيت)، نشره (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى)، ويركز كاتبه على نجاح التنظيم الإرهابي في النفاذ إلى النظام المالي الدولي والحصول على الأموال من خلال آليات عدة، مما يتطلب بذل جهود دولية لقطع هذا التمويل وهزيمة هذا التنظيم.
المقال الرابع (الدعم الجوي الأمريكي لتكريت: القرار الصائب)، للكاتب (جيمس جيفري)، نشره(معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى)، ويرى كاتبه أن قرار واشنطن بالمشاركة في تحرير تكريت كان قرارا صائبا لأسباب أربعة: إذ إن “داعش” تمثل تهديدا للشرق الأوسط برمته أولا، وتحقيق الانتصار في هذه المعركة سيدعم حكومة السيد العبادي المعتدلة ثانيا، ولأهمية العراق الاستراتيجية التي تجعله يحافظ على مكانته الإقليمية بعيدا عن التبعية الإقليمية ثالثا، وللثقل الاستراتيجي لشيعة العراق الذي يجعل العراق يتجه حيثما اتجه شيعته رابعا.
المقال الخامس (القوات البرية المختصة والحرب ضد “داعش”)، الجزء الأول، للكاتب (ديفيد جونسون)، نشره موقع (الحرب على الصخور ) الأمريكي، ويرى كاتبه أن خطأ واشنطن في محاربة “داعش” اعتقادها بأن الحرب ضده تشكل امتدادا لحروبها في أفغانستان والعراق، بينما الواقع يجعل لـ”داعش” خصوصيته ، فهذا التنظيم عازم على الحرب والغزو، واندماجه في المناطق الحضرية يتطلب البحث عن آلية لتحرير المدن الخاضعة لسيطرته من دون تدميرها.
إقرأ في هذا العدد :
تقرير: بغداد تفاجئ البنتاغون: نحن بدأنا عملية تحرير محافظة صلاح الدين للكاتب :لارا جاكييز ، كاتييا برانييين
الهدف الاستراتيجي الحقيقي في العراق وسوريا كيف يمكن تحقيق الاستقرار الدائم؟ للكاتب : انتوني كوردسمان
تحايل تنظيم “داعش “للاستفادة من الخدمات المصرفية للكاتب : ماثيو ليفت
الدعم الجوي األامريكي لتكريت: القرار الصائب للكاتب جيمس جيفري
القوات البرية المختصة والحرب ضد “داعش” -الجزء األاول – للكاتب : ديفيد جونسون
