الكاتب: راي تاكيه
ترجمة وعرض: حسين الياسري
استهل الكاتب مقاله الذي أدلى به أمام لجنة الخدمات المسلحة بالإشارة إلى إيران قائلا بأن إيران كانت دائما تنظر لنفسها كقوة
مهيمنة بشكل طبيعي على جيرانها. وقد تشرّب الإيرانيون عبر الأجيال شعورا فريدا بتاريخهم وروعة حضارتهم وقوة امبراطوريّتهم. إن الشعور بالتفوق على الجيران هو جوهر الكوزمولوجيا الفارسية. وقد تقلصت الإمبراطورية على مر القرون، واعتناق الثقافة الفارسية تلاشى مع وصول الأعراف الغربية الأكثر إغراءً. ولكن بفضل تاريخهم وقوة حضارتهم فإن الإيرانيين يعتقدون بأن بلادهم ينبغي أن تكون مهيمنة في المنطقة.
ومع ذلك، فان إرجاع السياسة الخارجية الإيرانية للشعور القومي والتطلعات التاريخية هو تجاهل للأسس العقائدية للنظام الثيوقراطي / الديني. فقد تركت الثورة الإسلامية في عام 1979 بصمة دائمة على توجهات السياسة الخارجية الإيرانية، إذ أورث آية الله “روح الله الخميني” لخلفائه رؤية أممية تقسم العالم بين الظالم والمظلوم. ومثل هذا الرؤية تتفق مع التقاليد السياسية الشيعية، فقد كافح الشيعة كأقلية طائفية تحت الحكام العرب السنة ممن اتسموا غالبا بالقسوة والقمعية. وهكذا، فإن فكرة الاستبداد والمعاناة لها جانب رمزي مهم فضلا عما لها من أهمية عملية. إيران ليست مجرد أمة تسعى إلى الاستقلال والحكم الذاتي ضمن النظام السائد، فهي تخوض معركة من أجل الخلاص الأخلاقي والتحرر الحقيقي من مخالب ثقافة وسياسة التدنيس والجوّر الغربية. وبغض النظر عن تغير طبيعة رؤسائها، إلّا إنها ما تزال قائمة على النهج الثوري والشعبي فيما يتعلق بالسياسة الإقليمية.
وفي غضون العقود الثلاثة الماضية، فإن خطاب الجمهورية الإسلامية الملهب للمشاعر والعدائي أخفى وضعها الحقيقي المتمثل بالعزلة الاستراتيجية. فبعد كل شيء، فإن إيران أمة فارسية تحيط بها الدول العربية التي ظلت تنظر لثورتها وأهدافها المعلنة بنظرة مشبوهة. وهكذا فقد اصطفّ المشايخ في الخليج خلف الدرع الأمريكي، كما استمر عداء العراق تجاه إيران حتى بعد فترة طويلة من انتهاء الحرب بينهما، وحافظت الدول السنية الحالية على العداء المستمر. ثم قامت إيران براعية ربيبها “حزب الله”، كما وساعدت الجماعات المنتفضة الفلسطينية، غير أنهم كانوا مطوقين بجدار العداء العربي. كل هذا تغير عندما تم استلام العراق من قبل الشيعة وانتشار ظاهرة الربيع العربي التي هزت أسس النظام السني. اليوم، يشاهد أوصياء الجمهورية الإسلامية فرصة فريدة لإظهار قوتها في المنطقة التي تعاني من تحولات جذرية غير ممكن التنبؤ بها.
بالنسبة للمرشد الأعلى “علي خامنئي” فإن الربيع العربي يعني “إظهار الشعوب عدم اعتمادهم على أمريكا“. وأي كانت تدابير بناء الثقة التي يُجريها الدبلوماسيون الإيرانيون في المفاوضات مع أوروبا، إلّا أن المرشد الأعلى يصر على أن إيران “تتحدى نفوذ أمريكا في المنطقة، وأنها توسع نطاق نفوذها بدلا لذلك“. وفي توصيف خامنئي فإن “أمريكا هي دولة إمبريالية متراجعة بسرعة في المنطقة“. حيث ترى طهران اليوم أميركا بأنها غير قادرة على فرض حل على الشرق الأوسط المتمرد. إن ما يحفز طهران هو التراجع الملحوظ للقوة الأميركية في المشهد السوري، حيث تم محو الخطوط الحمراء الأمريكية بلا مبالاة.
إن اللاعبين الرئيسيين الذين يحددون سياسة إيران الإقليمية ليس الدبلوماسيين المهذبين عند اختلاطهم مع نظرائهم الغربيين في أوروبا، وإنما الحرس الثوري، وبشكل خاص لواء القدس الشهير. وبالنسبة لقائد لواء القدس – الجنرال قاسم سليماني – فإن النضال من أجل طرد أمريكا من المنطقة بدأ في العراق. وقد قال سليماني: “بعد سقوط صدام، كان هناك حديث حول مختلف الأفراد ممن يجب أن يتسلموا إدارة العراق، غير أن زعماء العراق الدينين ونفوذ إيران، منعا أمريكا من أن تصل إلى هذا الهدف“. وقد انتقل الصراع اليوم إلى سوريا، “فهي خط المواجهة للمقاومة“. بالنسبة للمتشددين، فإن الدول السنية تحاول إزاحة الأسد من أجل إضعاف إيران. وإن بقاء ونجاح سلالة الأسد هو الآن عنصر مركزي في السياسة الخارجية الإيرانية.
ثم يستطرد الكاتب قائلا: إن المخاوف التي تجتاح العواصم العربية هي من اتفاق الحد من التسلح الذي سيؤدي حتما إلى الانفراج في العلاقات مع إيران. وإن هذا القلق له بعض المبررات في التاريخ، حيث يستند – أي القلق – إلى بعض الشواهد التاريخية، فقد كان غالبا ما يعقب القمم التي تتناول محادثات الحد من الأسلحة النووية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، اتفاقات التجارة والتطبيع الدبلوماسي. وغالبا ما تم إغواء واشنطن بفكرة أن اتفاقا نوويا يمكن أن يمهد الطريق لغيرها من مجالات التعاون. كما أن التحدي الذي يواجه الولايات المتحدة هو تحد لتاريخها الخاص، إذ يتوجب عليها إيجاد وسيلة لفرض قيود على طموحات إيران النووية من خلال التفاوض، بينما يجب أن تكبح جماح طموحاتها الإقليمية عبر الضغط، وهذا يتطلب إعادة تأهيل نظام التحالف الضارب الأمريكي في الشرق الأوسط. لا يمكن لواشنطن استعادة ثقة حلفائها من دون أن تكون فاعلة في سوريا والعراق. فطالما تعفي أمريكا نفسها من هذه الصراعات، فسوف ينظر جمهورها العربي المتشكك إلى وعودها على أنها ليست أكثر من تعهدات جوفاء.
العراق جبهة إيران الجديدة
ثم ينعطف الكاتب في مقاله ليبيّن أن سياسة الجمهورية الإسلامية تجاه العراق كانت قد شهدت تغيرا دقيقا ومهما. ففي أعقاب الغزو الأمريكي، أصبح هدف طهران الجوهري هو منع العراق من الظهور كقوة مهيمنة تنافس طموحات إيران في الهيمنة على الخليج الفارسي. وعليه، كان من الأهمية بمكان بالنسبة للنظام الديني ضمان سيادة الشيعة السياسية، وهو ما يجعل إيران في مأمن ضد تمدد الحرب الأهلية التي كانت تهدد التماسك في العراق، والتي تنذر بتقطيع أوصال العراق إلى ثلاث دويلات متناحرة مع بعضها البعض، بما يعزز موقف إيران أمام جوارها المباشر غير المستقر. ومن أجل مواصلة أهدافها التنافسية، اتبعت إيران سياسة متناقضة تقوم على دفع الانتخابات واستيعاب العناصر السنية المسؤولة من جانب، ودعم الميليشيات الشيعية التي تعتمد على العنف والفوضى من جانب آخر.
إن التهديد الناتج من قبل (الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”) دفع إيران لتكون أكثر تشددا في تعاملها مع العراق. فقد ملأت إيران العديد من الفراغات في العراق: تنظيم القوى، والدفاع مباشرة عن المدن الرئيسة، وتقديم المساعدة التي لا غنى عنها في الوقت المناسب. كذلك اندمج الضباط الإيرانيون مع الوحدات العراقية في قيادة حملات ضد معاقل “داعش”. عمليا، كان لإيران دور فاعل في وقف اعتداءات “داعش”، وهو ما قد يفسر تراجع الأخير. ومع ذلك، فقد يترافق مع هذه النجاحات تكاليف باهظة يمكن أن تشكل خطرا على استقرار المنطقة واستقلال العراق نفسه.
اعتماد إيران على الميليشيات الشيعية بدلا من الجيش العراقي أقلق الطائفة السنيةكثيرا، خصوصا مع استمرار الانقسامات الطائفية التي تفرق ذلك البلد التعيس. ونظرا إلى بروز “داعش” بذريعة الدفاع عن مظالم الطائفة السنية بشأن التهميش في العراق، فقد قامت إيران بتمكين الميليشيات الشيعية على حساب المؤسسات الوطنية العراقية بما يهدد تماسك هذا البلد. وعلى الرغم من شعور العبادي – رئيس وزراء الحكومة العراقية – بالقلق إزاء نطاق وحجم التدخل الإيراني، إلّا أن الخيارات محدودة أمامه؛ نظرا للقوات المحتشدة ضده. كما أن ادعاء إيران بأن تدخلها جاء بسبب سلبية كل من الولايات المتحدة وتركيا، وجد صداه لدى كل من الشيعة والأكراد.
ومن المؤكد أن إيران وصلت حتى إلى شريحة من الطائفة السنية عارضة عليها الأسلحة والمساعدات. وإن الرسالة التي تكمن خلف هذه المساعدة تشير إلى أن المجتمع الدولي والولايات المتحدة غير مكترثين بمحنة العراق، فمن الأفضل للطائفة السنية التوصل إلى تفاهم مع جمهورية إيران الإسلامية المستفيدة من العراق الجديد. وإلى الآن لم يتم قبول هذه الرسالة من قبل القيادات السنية. وهكذا، نتيجة لاعتداءات “داعش” المستمرة والاستجابات الإيرانية، يجد العراق اليوم نفسه مرة أخرى منقسما على نفسه.
سوريا بؤرة الشرق الأوسط الجديد
ثم يُعرّج الكاتب في مقاله إلى سوريا مُشيرا إلى أن وعود الربيع العربي التي استندت على التحول نحو الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة كانت قد توقفت في سوريا، إذ إن بشار الأسد يسير على خطى والده المُريعة في تصفية مواطنيه. ولم تمزق الحرب الأهلية في سوريا البلاد فحسب، وإنما سوف تحدد مستقبل المنطقة برمتها. الشرق الأوسط هو المكان المنقسم بشكل دائم ضد نفسه. فقد وصف الراحل مالكوم كير – أحد المؤرخين البارزين للمنطقة – ستينات القرن الماضي كفترة للحرب العربية الباردة بين الممالك والجمهوريات الراديكالية التي تكافح ضد بعضها البعض. فقد دارت الحرب الباردة حول السلطة أكثر بكثير منها حول الآيديولوجية، والتي أدت إلى تلاشيها تدريجيا. اليوم، هناك نوع مختلف من الحرب الباردة في الشرق الأوسط، ويستند – هذه المرة – إلى الهويات الطائفية. سوريا هي في قلب هذا الصراع، والذي يتشكل من إيران والمتشددين الشيعة ضد المملكة العربية السعودية والقطاع السني. وهكذا، فإن المنطقة لا يمكن لها أن تستعيد استقرارها ما لم تنتهِ الأزمة السورية بطريقة أو بأخرى.
ثم يستطرد الكاتب مُشيرا إلى أيام للربيع العربي العنيفة، وإلى انهيار الطغاة المترافق مع تشجيع حتى أكثر المراقبين تشاؤما في الشرق الأوسط. اجتاحت المنطقة المعروفة باستقرارها السلطوي فجأة موجة احتجاجات جماهيرية تدعو إلى الديمقراطية، مؤكدة حتمية نجاحها. “رحيل الأسد” كان من بين النداءات الغربية. وكيف يمكن ألّا يسقط بعد أن انهيار مبارك بهذه السهولة؟ وكيف يمكن لرئيس الولايات المتحدة ألّا يدعو لرحيل عدوبعد أن كان قد دعا إلى طرد حليفأميركا الأكثر ثقة عندما واجه ثورة شعبية.
ومع ذلك، فقد تمكنت سوريا من أن تبرهن بأنها مختلفة إلى الآن. فمع كافة انقساماتها العرقية، إلّا أن بقاءها المركزي استند إلى الهجوم الإيراني على النظام العربي السائد، وهو ما أظهر بأن الأسد كان يمتلك العديد من الأوراق في جعبته. وعلى الرغم من إعلان واشنطن أن هدفها يدور حول الإطاحة بالأسد، إلّا أنها فشلت في التخطيط لتحقيق ذلك. كما أنه من الصعب التنبؤ بدقة في كيفية انحسار الحرب الأهلية. تبعا لطبيعتها وخصوصياتها، فإن الحروب الأهلية عبارة عن ظواهر غير ممكن التنبؤ بها، وتخضع لتغييرات وتحولات مفاجئة. ومع ذلك، فإنه ليس من المبكر للغاية الإشارة إلى أن الروح المعنوية لقوات الأسد مرتفعة بينما أصبحت المعارضة مجزأة ولا تعاني من عدم وجود أسلحة فقط وإنما تفتقر إلى الرعاية الدولية أيضا. تدفق الأسلحة الروسية والأموال الإيرانية وقوات حزب الله ضمن للأسد رعاية جيدة.
حسابات الجمهورية الإسلامية تختلف دائما عن حسابات الولايات المتحدة. وللحد من قوة إيران في بلاد الشام، فإن على الولايات المتحدة أن تكون فاعلة في سوريا، من خلال توفير الأسلحة للمتمردين الموثوق بهم، واتخاذ موقف حازم ضد روسيا وإيران، إذ إنه ما تزال الفرصة ممكنة لإزاحة الأسد من السلطة. إن التحدي يصبح أكثر صعوبة كل يوم.
الدور الأمريكي
ثم يعود الكاتب ليناقش الدور الأمريكي في المنطقة، إذ يرى أنه وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة سعت بشكل فاعل لعزل إيران عن الأوروبيين وحليفها التقليدي روسيا، إلّا أنها لعبت دورا محدودا في التأثير على وضع إيران في الشرق الأوسط. فبعيدا عن مبيعات الأسلحة إلى الدول العربية ومحاولات تهدئة المخاوف الإسرائيلية، لم تقدم أي جهد منهجي لعزل إيران ضمن جوارها المباشر. تحت عنوان سياسة الإكراه، يجب الطعن بكل ما يبدو أنه ضمن أصول إيران الإقليمية. بداية من الأحياء الشيعية الفقيرة في بغداد وصولا إلى القصور الفاخرة في الخليج، يجب على إيران التي تبحث عن شركاء ومتعاونين أن تواجه واقعا جديدا غير مضياف.
كما إن نجاح السياسة الأمريكية تجاه إيران يتوقف – إلى حد ما – على طبيعة التحالف الأمريكي – الإسرائيلي. ببساطة، إن إيران اليوم تنفي بوضوح إمكانية الرد العسكري الأمريكي بغض النظر عن استفزازاتها، وهذا يجعلنا نعتقد بأن الإيرانيين يخطؤون في تقديراتهم للتوجه الأمريكي مرة أخرى. ومع تراجع الخيار العسكري الأميركي في المخيلة الإيرانية، فإن إسرائيل ما تزال تشغل حيزا كبيرا فيه، إذ إن القادة الإيرانيين يأخذون التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد في تأكيد خياراتها الانتقامية. من هذا المنطلق، فإن شكل ولهجة التحالف الأمريكي – الإسرائيلي مهم أكثر. وهكذا، يشعر رجال الدين داخل النظام الإيراني بأن إحداث انقسام في هذا التحالف يُمكّنهم من تأكيد حقيقة مفادها أن إسرائيل المحاصرة لا يمكنها ضرب إيران خلافا فيما لو كانت تحظى برعاية قوة عظمى. إن مثل هذه التصورات تقلل من قيمة الردع الإسرائيلي، كما وتقلل من قوة عصا الغرب في المنطقة.
كل ما تقدم لا يعني أن واشنطن غير قادرة على انتقاد السياسات الإسرائيلية، بما في ذلك أن تكون علنا وبقوة. إن التأرجح صعودا وهبوطا في عملية السلام سوف يسبب الخلافات وحتى التوتر بين الحليفين. ولكن، فكما أن استراتيجياتها تخطط لاستئناف الحوار بين إسرائيل وجيرانها، فإنه من الحكمة للإدارة أن توضح بأن إصرارها على المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية لن يؤثر على تعاون واشنطن مع إسرائيل تجاه إيران.
ثم يختتم الكاتب بالقول: وعلى الرغم من جميع المصالح المشتركة والتلميحات الخفية وغير المباشرة لإمكانية التعاون في المستقبل، فإن الجمهورية الإسلامية تعدل فقط أبعاد علاقاتها الخارجية فيما لو واجهت أي تهديد درامي. وهكذا، فإن كسب النفوذ الكافي سيمكننا من تغيير أو التأثير في سياسات إيران. وفي ظل هذه الظروف، فإننا نسعى لتقييد برنامج إيران النووي في مقابل إشكالية مهمة للغاية تتمثل في تكييف أنشطة تخصيب اليورانيوم. كما سيطلب من إيران أن توقف تقويض جيرانها وأن تحد من دعمها لحزب الله وحماس وأن تكتفي بالتأييد السياسي. إن حقوق الإنسان يجب أن تتبوأ مكانة عالية في مفاوضاتنا مع إيران، إذ يجب ممارسة الضغط عليها بغية احترام المعايير الدولية بشأن معاملة مواطنيها. في النهاية، من المهم التأكيد على أن المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران هي ليست سوى صراع بين قوة عظمى مع استبداد من الدرجة الثالثة. لا ينبغي لنا القبول بسياسة العصا والجزرة ونأمل ببروز الاعتدال بعيد المنال مع رجال الدين المتشددين. إن السياسة العازمة على الضغط ما تزال ضامنة في أن تجعل الجمهورية الإسلامية تشعر بالاكتئاب ومعرضة للخطر، ومن ثم راغبة في التحاور.