ليس داعش قوة إرهابية لا تقهر، ولكن هذا التنظيم الإرهابي يستفيد من تفكك الجبهة الداخلية لأعدائه، وتقاطع مصالحهم الواضح، وعدم وجود التزام دولي وإقليمي صريح بالقضاء على هذا التهديد الخطير للسلم والأمن الدوليين. عزيزي القارئ الكريم في هذا العدد من اصدار(العراق في مراكز الأبحاث العالمية) لازلنا نركز على الظاهرة الإرهابية الداعشية؛ لجعل صانع القرار العراقي على بينة واضحة بجوانبها المتعددة، ومساعدته على اتخاذ القرارات الصحيحة للقضاء عليها، لذا ستطالع ثلاثة مقالات مهمة: المقال الأول(عقيدة الهجوم: تنظيم الدولة الإسلامية في حالة الدفاع) للكاتب(مايكل نايتس) نشره(معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى) ويحاول كاتبه شرح الصورة الكبيرة لمحاربة داعش منطلقا من دراسة ظروف انتصار القوات الأمنية العراقية عليه في معارك عدة ابرزها معركة تحرير تكريت، مبينا أن هذه الانتصارات تدل على إمكانية هزيمة هذا التنظيم متى ما تم الاعداد الجيد للمعركة، وتطرق الكاتب أيضا الى نقاط قوة وضعف داعش، خالصا الى الاعتقاد بأن مرحلة ما بعد داعش ستسفر عن تحديات مهمة ستواجه حكومة بغداد تتعلق بضرورة توفير قوات عسكرية كافية ومعدة جيدا لمسك الأرض والسيطرة على الاحزمة الريفية المحيطة بالمدن، وإعادة توطين النازحين، وتوفير الخدمات الضرورية للناس.. فالنجاح في مجابهة هذه التحديات هو الضمانة القوية لعدم عودة داعش مرة أخرى.
المقال الثاني(الفوز بتحقيق السلام في العراق أكثر أهمية من الانتصار في المعركة) للكاتبين(منال عمر وسرهانك هماسيد) نشرته (مجلة السياسة الخارجية) الامريكية ويتطرق كاتباه أولا الى زيارة العبادي الى واشنطن، مبينين مسألة مهمة ترتبط بما أسمياه فوبيا الالتزام العالمي، التي عمقت مشاكل العالم، بعدها ركزا على متطلبات القضاء على داعش ، فوجدا ان ذلك لا يتم الا بالتركيز على الحلول طويلة الأجل للمشاكل التي سادت قبل ظهور داعش ( نفور السنة، أزمة العلاقة بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية، الفساد، التدخل الإقليمي، البطالة..) والمشاكل التي جاءت بعد ذلك (أزمة النازحين، عجز الموازنة الاتحادية، إعادة بناء الجيش ليشمل الجميع، وظاهرة عسكرة المجتمع) ويعتقد الكاتبان ان علاج هذه المشاكل بشكل كامل لا تكفي لها ولاية رئاسية واحدة لأوباما والعبادي؛ لأن ذلك يحتاج الى وقت أطول.
المقال الثالث (إمكانية انتصار قوات حرس حدود اقليم كردستان “البيشمركة” على تنظيم ” الدولة الاسلامية داعش” ) للكاتب (دنيس ناتالي) نشرته (مجلة الشؤون الدولية) الامريكية ويتطرق كاتبه الى كثير من القضايا المرتبطة بالدور الكردي داخل العراق وخارجه، كالطموحات الكردية المعادية للعرب والمستفزة لهم في بعض مناطق العراق، والانقسام الداخلي للقيادة الكردية؛ بسبب تعدد الاولويات وتقاطع المصالح والتحالفات الإقليمية، وعدم استقرار العلاقة بين المركز والاقليم، والمخاوف الإقليمية من تنامي الدور الكردي لاسيما التركية. ليخلص الكاتب في نهاية مقاله الى التأكيد على أن هزيمة داعش ليست هي الهدف في نهاية المطاف، بل الهدف يجب أن يكون إيجاد الاستقرار الإقليمي على المدى البعيد.
إقرأ في هذا العدد :