لا يبشر مطلع القرن الحادي والعشرين بالخير على البشرية؛ لما يعصف به من مظاهر الظلم الاجتماعي والاقتصادي والفوضى السياسية والثقافية
وتقاطع المصالح بين الأقطاب الرئيسة، مما يدل على حاجة العالم أجمع إلى استحضار الحكمة وتوخي الحذر قبل تسارع عجلات الاضطراب بشكل يطيح بالاستقرار الدولي، فيكرر تجارب الحروب والفوضى في القرون الماضية. في هذا العدد من إصدار (العراق في مراكز الأبحاث العالمية) سيطلع القارئ على أربعة مقالات مهمة: المقال الأول (العناصر الرئيسة لاستراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط) الجزء الأول، الذي أشرف على إعداده نخبة من الخبراء والمحللين الاستراتيجيين في الولايات المتحدة، ونشره (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى)، وفيه تركيز على قضية فشل الدولة في الشرق الأوسط، وتصدر الصراعات الطائفية والاثنية للمشهد بشكل ينذر بمخاطر شتى، مما يستدعي مجابهة الإرهاب الداعشي وغيره من خلال فقدانه لمصداقيته عند المسلمين، وتشكيل تحالف دولي واسع لمواجهته، وتعزيز منهج الاعتدال السياسي، والرؤية الواضحة لصياغة استراتيجية تحافظ على بنية الدولة في المنطقة مع جعلها أكثر تسامحا، وإلحاق الهزائم المستمرة بالمتطرفين لهز صورتهم بنظر أتباعهم، ومعالجة الوضع في سوريا، وضبط طموحات إيران الإقليمية، وإعادة إعمار المناطق المنكوبة.
المقال الثاني (تقييم جوهري للعالم)، للكاتب (جورج فريدمان)، ونشرته (مؤسسة ستراتفور الاستخبارية الأمريكية)، وقد حرص كاتبه على تقديم عرض للمتغيرات الدولية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق، ليخلص إلى حقيقة أن العالم بات غير مستقر؛ بسبب عدم مقدرة القوى الدولية المؤثرة على إدارة العالم في ظل غياب العدو الموحد، وأن إدارة هذا العالم باتت أمرا صعبا حتى على الدولة رقم واحد فيه.
المقال الثالث (المعضلة التي تواجهها الولايات المتحدة حاليا في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية)، للكاتبة (باميلا أنجل)، ونشره موقع بزنس انسايدر الأمريكي على صفحته المتعلقة بالأمن والدفاع، وتتطرق كاتبته إلى النجاحات النسبية التي حققها تنظيم “داعش” مؤخرا في العراق وسوريا وليبيا، وانعدام الخيارات الواضحة لواشنطن في هزيمته، وعجز في جهوزية الأجهزة الأمنية العراقية، على أنها أمور تحتم على واشنطن القبول بدور ما لما تسميه المليشيات الشيعية في محاربة الإرهاب على أن تكون خاضعة لقيادة وتوجيه حكومة بغداد.
المقال الرابع (انتصار “الدولة الإسلامية” يهدد بانهيار خطة أوباما في العراق)، للكاتب (ديفيد لينش)، نشره موقع (بلومبرغ بزنس الأمريكي)، ويرى كاتبه أن سقوط الرمادي بيد تنظيم “داعش” يمثل انهيارا في استراتيجية الإدارة الامريكية في مواجهته، وضربة لمصداقية مزاعمها بالانتصار، شبيهة بفجوة المصداقية في حرب فيتنام، وينتهي الكاتب بعد تحليله لآراء عدد من السياسيين والعسكرين إلى القول: إن جهود واشنطن في محاربة تنظيم “داعش” غير كافية، وعليها فعل المزيد من أجل الانتصار وإعادة الاستقرار في الشرق الأوسط.
إقرأ في هذا العدد :