أمريكا: على الأرجح “المقاتلون الشيعة في العراق مهمون حتى لو كانوا غير حلفاء”

      Comments Off on أمريكا: على الأرجح “المقاتلون الشيعة في العراق مهمون حتى لو كانوا غير حلفاء”

الكاتبان، ديفيد كينر: جون هدسون.

ترجمة: هبة عباس

عرض وتلخيص: ميثاق مناحي العيساوي

إن ما حدث في الرمادي خلال الأسابيع الماضية يعد أمرا ضروريا، وعلينا أن نتعلم من النجاح الذي حققته “داعش” فيها، وأن نتكيف مع الظروف الجديدة في أرض المعركة.

وعلى الولايات المتحدة توسيع دورها في العراق إذا كانت ترغب باستعادة المناطق من تنظيم (الدولة الإسلامية “داعش”). وإن عملية إشراك العشائر السنية في القتال سوف يتطلب وقتا طويلا، لكن على الحكومة العراقية التحرك بشكل سريع في هذا الصدد؛ لأن العبادي عازم على استخدام القوات المحلية لتحقيق الاستقرار في المناطق السنية التي شهدت اندحارا للتنظيم.

       بعد سقوط مدينة ( الرمادي)،عملت إدارة أوباما على تعزيز القوات العراقية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، وقد تجد نفسها مضطرة – على مضض – إلى التعاون مع الفصائل الشيعية على الرغم مما يترتب على ذلك من تأجيج للتوتر الطائفي.

ومن المؤكد أن البيت الأبيض ما يزال مصراً على دعم قادة العشائر السنية في محافظة الأنبار الغربية مع تشديده على خضوع الفصائل الشيعية لأوامر الحكومة المركزية في بغداد. وأشار “جون ألن” – المسؤول السابق في الإدارة الأمريكية – إلى ضرورة إرسال الولايات المتحدة قوات خاصة إلى العراق للعمل مباشرة مع العشائر السنية، كما تحدث “ألن” عن دور الفصائل الشيعية في محاربة تنظيم “داعش”، لكنه شدد على أهمية التعاون مع السكان السنة المحليين.

وفي حدث منفصل في العاصمة القطرية (الدوحة)، قال “ألن” مبعوث الولايات المتحدة للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش”: سوف يكون للمقاتلين المتطوعين من الشيعة ممن يعرفون باسم “قوات الحشد الشعبي” أهمية في استعادة المناطق ذات الأغلبية السنية في الأنبار مرة أخرى من سيطرة المتطرفين. وأضاف: إن الفصائل تلعب دوراً مهماً في تحرير مدينة الأنبار، طالما أنها تتلقى الأوامر من القيادة المركزية.

وكان “ألن” قد أشار في منتدى أمريكا والعالم الإسلامي المنعقد في الدوحة، إلى “أنها (أي الفصائل) تقوم بذلك الآن”.

و في مطلع هذا العام حذرت الولايات المتحدة الفصائل الشيعية من المشاركة في العمليات المخطط لها في مدينة الموصل الشمالية، وقد رفضت المشاركة في المعركة الدامية في مدينة تكريت معقل صدام حسين حتى انسحاب الفصائل الشيعية – المدعوم بعضها من إيران – من المعركة، كما أن إدارة اوباما انتابها القلق حيال العمل بشكل مباشر مع المقاتلين المتطوعين من الشيعة – خاصة من تربطهم صلات بطهران – الذين هددوا لسنوات القوات الأمريكية في العراق، ومن الممكن أن يؤدي قيامها بذلك إلى إثارة غضب إسرائيل والأعضاء السنة في التحالف.

ولكن بعد سيطرة تنظيم “داعش” الشهر الماضي على مدينة الرمادي عاصمة الأنبار، صوت مجلس محافظة الأنبار بالإجماع على الترحيب بالمتطوعين الشيعة، كما وتستعد أمريكا والقادة العراقيون الآن إلى توظيف المقاتلين الشيعة في الأنبار طالما يتلقون الأوامر من بغداد وليس من طهران.

وقد بدا “ألن” على دراية تامة بالمشاكل المترتبة على إرسال الشيعة إلى المنطقة السنية، ومحاولة العراق اليائسة لدرء نشوب حرب أهلية طائفية بين (السنة والشيعة)، وهذا ما تسعى “داعش” إلى تحقيقه.

وأضاف: “إذا تسلمت القوة ذات الأغلبية الشيعية الحكم في الأنبار لمدة معينة، من المحتمل أن نتوقع تصاعد التوترات والمآسي المترتبة على ذلك”.

وأشار إلى “أن العبادي عازم على استخدام القوات المحلية لتحقيق الاستقرار في المناطق السنية التي شهدت اندحار تنظيم “داعش”. وعرج قائلا: “على الأغلب سيبقى المتطوعون الشيعة خارج المدن أو المناطق الأخرى المأهولة بالسكان”.

وقال “ألن” في الدوحة، بعد الاجتماع الذي عقد في باريس بحضور ٢٥ دبلوماسيا من العالم، والذي ركز على هزيمة “داعش”: “أنا واثق أن الرمادي زادت من عزمنا”. لكن انتقادات سياسة الولايات المتحدة قد تضاعفت في واشنطن بعد سقوط الرمادي. وقال المستشار السابق لسياسات الشرق الأوسط في وزارة الدفاع في إدارة أوباما “ماثيو سبنس” بشكل منفصل أمام لجنة في الكونغرس: إن الاستيلاء على المدينة كان ضربة كبيرة للولايات المتحدة.

وأضاف: “إن ما حدث في الرمادي خلال الأسابيع الماضية يعد أمرا ضروريا، وعلينا أن نتعلم من النجاح الذي حققته “داعش” فيها، وأن نتكيف مع الظروف الجديدة في أرض المعركة”.

وعرّج “ألن” قائلا: إن على الولايات المتحدة توسيع دورها في العراق إذا كانت ترغب باستعادة المناطق من تنظيم (الدولة الإسلامية “داعش”) ، كما دعا إلى إرسال مستشارين إضافيين من القوات الخاصة الأمريكية للعمل مع القوات العراقية، وبالفعل قامت الولايات المتحدة بنشر مستشارين في قاعدة عين الأسد الجوية غرب الأنبار، كما نصح بوضعهم في الجزء الغربي من المحافظة – القريب من بغداد – للعمل بشكل مباشر مع العشائر السنية.

فيما أضاف “سبنس”: “إن دمج القوات الأمريكية سيبث الطاقة اللازمة لتنمية المهارات القيادية في صفوف قادة العراق الضعفاء الجدد وسيساعدهم على توحيد صفوفهم بشكل أسرع”.  

كما دعا الولايات المتحدة الأمريكية إلى النظر بنشر مراقبين أمريكيين للسماح بشن غارات أمريكية متكررة على أهداف تنظيم “الدولة الإسلامية”، وتزويد القوات العراقية بأسلحة أكثر تطوراً. لكن لابد أن تترتب مخاطر على هذه التوصيات، إذ إن مشاركة القوات الأمريكية في المعركة من المحتمل أن تعرضها للمخاطر، كما يؤدي تكثيف الغارات الجوية إلى زيادة خطر سقوط ضحايا في صفوف المدنيين في المناطق السنية، فيما يعتقد العديد من المحللين أن معركة القلوب والعقول هي المعركة الأسمى على المدى البعيد، وكان للبيت الأبيض موقف ثابت في رفض الموافقة على القيام بأي مهمة عسكرية يمكنها أن تؤدي إلى نشوب حرب جديدة في العراق.

كما رحب بعض الجمهوريين بمقترحات “سبنس” العدوانية، والتي تقتضي نشر قوات أمريكية بالقرب من أرض المعركة، ووصفت النائبة في الحزب في ولاية فلوريدا “اليانا روس ليتينن” هذه التوصيات بالممتازة، وحثت الإدارة الأمريكية على أخذها بنظر الاعتبار.

كما دعا “سبنس” الولايات المتحدة إلى الضغط على الحكومة العراقية لتفعيل دور المقاتلين السنة وتزويدهم بالأسلحة التي يحتاجونها لمحاربة “داعش” ،. وعَرّج “سبنس” قائلاً: “إن إشراك العشائر السنية في القتال سوف يتطلب وقتا طويلا، لكن على الحكومة العراقية التحرك بشكل سريع في هذا الصدد”.

فيما اعترف “ألن” بنكسة الرمادي، لكنه قال: “إن الحملة في الرمادي كانت أكبر من أي مدينة أخرى، وتشير التقديرات إلى أن “الدولة الإسلامية” قد فقدت أكثر من ٢٥ % من الأراضي المأهولة التي سيطرت عليها مسبقا في العراق.

لقد ركزت معظم تصريحات “ألن” على الوضع في العراق، لكن الدبلوماسي الأمريكي يعطي انطباعا لحركة جديدة بشأن تسوية الحرب الأهلية التي دامت أربع سنوات في سوريا والتي أدت إلى تصاعد تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وقال: “إن هناك (مناقشات نشطة) حول ما سيبدو عليه التحول السياسي في دمشق”، مشيرا إلى إمكانية أن يؤدي إلى الإطاحة بالأسد، لكن من المحتمل أن يمنح حلفاءه التقليديين مقعدا في النظام السياسي الجديد. كما سلط “ألن” الضوء على العمليات التي تشنها القوات الخاصة الأمريكية في شرق سوريا والتي أسفرت عن مقتل قائد تنظيم “الدولة الإسلامية” (أبو سيّاف)، وكانت بمثابة انتصار كبير في الحصول على معلومات جديدة مضللة بشأن نظام تمويل المتطرفين.

إن “ألن” متفق مع طريقة تفكير إدارة أوباما التي كانت ترى ضرورة تنحي الأسد عن السلطة لتحقيق السلام، أو على الأقل تحقيق الاستقرار السياسي في سوريا، بينما انتقد بعض المشرعين الجمهوريين في واشنطن “سبنس” بقسوة؛ بسبب دفاعة عن سياسة الولايات المتحدة التي لم تفلح في إسقاط نظام الأسد حتى الآن.

وقال النائب في مجلس النواب الأمريكي من ولاية كاليفورنيا “دارل عيسى”: سوف يستمر استخدام الإستراتيجية الفاشلة في سوريا. وأوضح أن إهمال الأسد قد أعطى للـ”دولة الإسلامية” الفرصة في الانتشار ( التوسع) على حساب تجهيز القوات السورية لما أسماه تغيير في النظام.

كما حذر “سبنس” من حدوث فراغ في السلطة – قد يؤدي إلى المزيد من الفوضى – ينشأ اثر الغياب الواضح لخطة حكومة الأسد الاستراتيجية للمضي قدما.

لكن حالة من التشكيك سادت لدى بعض الديمقراطيين والجمهوريين من الصقور، إذ تساءل النائب الديمقراطي عن ولاية فلوريدا “تيد داتش”: هل يمكننا أن ننجح في تحقيق هدفنا وإعداد البرنامج في سوريا إذا قمنا بالتدريب والتسليح متحدين بذلك “داعش”، في ظل استمرار الأسد في استعمال البراميل المتفجرة والكلور في قتل شعبه؟.

    

http://foreignpolicy.com/2015/06/03/u-s-shiite-fighters-in-iraq-are-a-necessary-if-unlikely-ally/