لن تهزم القوى الإرهابية في العراق وغيره من البلدان من خلال قوة الوسائل العسكرية فقط، فالفكر وأدوات القوة الناعمة من الضروري أن تتحرك بشكل مواز للقوة العسكرية في مواجهة هذا التحدي الخطير للسلم والأمن العالميين، و يشكل وجود المشروع الوطني العراقي الذي تتكامل فيه القوة العسكرية مع قوة الفكر والفن .. والاقتصاد والاجتماع ضمانة العراقيين الوحيدة لتجاوز محنتهم. عزيزي القارئ الكريم ستطالع في هذا العدد من إصدار (العراق في مراكز الأبحاث العالمية) خمسة مقالات مهمة: المقال الأول (استعادة السيطرة على الرمادي: المساعدات الأمريكية والتعاون بين الشيعة والسنة)، للكاتب (مايكل نايتس)، نشره (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى)، ويركز كاتبه على ظروف سقوط الرمادي، ويعده انتكاسة للحكومة العراقية وللتحالف الدولي، لكنه يرى أن خسارة معركة لا تعني خسارة الحرب، ويحث حكومة بغداد والتحالف على ضرورة الإسراع بمهاجمة تنظيم “داعش” والسيطرة على الأحزمة الريفية للمدن بالتوازي مع السيطرة على المدن نفسها.
المقال الثاني (ماذا يجب أن تفعل الولايات المتحدة بشأن تنظيم “داعش” حتى تظهر اهتمامها بالسنة؟)، للكاتب (تشارلز ليستر)، نشره (معهد بروكنغز) الأمريكي، وبين الكاتب أن الوسائل العسكرية لوحدها لا تهزم تنظيم “داعش”، فالحال يحتم معالجة الفشل السياسي داخل العراق وسوريا والذي يحاول التنظيم إبقاءه، مما قاد إلى تصاعد أزمة الثقة بين المجتمعات السنية والحكومة. ويرى الكاتب أن كسب دعم السنة العرب في العراق في إطار رؤية واضحة لعراق قوي موحد متعدد الأجناس ضروري لهزيمة الإرهاب.
المقال الثالث (أوباما يدعو إلى الأسراع بتدريب القوات العراقية)، للكاتبين (جون هدسون، وباول ميكلري)، نشرته (مجلة السياسة الدولية) الأمريكية، ويركز كاتباه على ما تعانيه قوات الأمن العراقية من مشاكل مؤسساتية وقيادية، وحاجة واشنطن إلى تدريب المزيد من هذه القوات بعد سقوط الرمادي، كما يدعو المقال حكومة العراق إلى العمل على بناء مشروع وطني يكون للسنة فيه دور في تحرير مناطقهم من سطوة الإرهاب.
المقال الرابع (أسباب لا يمكن التواني عنها في العراق)، للكاتب (مايكل اوهانلون)، نشره (معهد بروكنغز) الأمريكي، ويرى كاتبه أن أوباما لديه استراتيجية صائبة في التعامل مع خطر تنظيم “داعش” لكنه يمتلك أدوات بطيئة لتنفيذها على الأرض، لذا يدعو إلى زيادة عدد القوات الأمريكية المقاتلة على الأرض، والحرص على حماية مستقبل حكومة العبادي، ومعالجة وضع الفصائل المسلحة في إطار قانون الحرس الوطني، والابتعاد عن استراتيجية التدرج العسكري التي تمنح الوقت لتنظيم “داعش” في امتلاك المبادرة للمناورة.
المقال الخامس (ثمانية افتراضات خاطئة تقوض سياسة الولايات المتحدة في العراق)، للكاتب (مايكل روبن)، نشره (معهد المشروع الأمريكي)، ويجد كاتبه أن سياسة واشنطن في التعامل مع خطر تنظيم “داعش” تعاني من إخفاق واضح وتخبط كبير، ومن أجل تجاوز الآثار الكارثية لهذه السياسة من الضروري تخلص واشنطن من ثمانية افتراضات خاطئة تخص العراق تبدأ من افتراض العراق بلد مصنع وتنتهي بالتساؤل هل العمل مع إيران لهزيمة تنظيم “داعش” مصلحة أمريكية أم عراقية؟
إقرأ في هذا العدد :