أوباما يدعو إلى الإسراع بتدريب القوات العراقية

      Comments Off on أوباما يدعو إلى الإسراع بتدريب القوات العراقية

الكاتبان: جون هدسون، باول ميكلري

ترجمة وعرض: حوراء رشيد مهدي الياسري

بين الكاتبان في مقالهما دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من أجل الإسراع بتدريب قوات الأمن العراقية التي تعرضت إلى انتكاسه بعد سقوط الأنبار بيد إرهابيي

تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث أثارت هذه الانتكاسة العديد من التساؤلات حول جهود الولايات المتحدة فيما يتعلق بهذه الجماعات الإرهابية المتشددة لكونها – أي الولايات المتحدة – هي من تقود التحالف الدولي.

ومع ذلك، لم يلتزم الرئيس الأمريكي في إرسال المزيد من المستشارين الأمريكيين إلى العراق، وأقر بأن هناك خطة من أجل تدريب القوات العراقية، وأنه لم يتم وضع اللمسات الأخيرة لهذه الخطة حتى الآن. وقد دفع أوباما إلى زيادة عدد المستشارين الأمريكيين في العراق والسماح لهم في أن يشاركوا وبشكل مباشر في الحرب ضد إرهابيي تنظيم “الدولة الإسلامية”، إما عن طريق القتال جنباً إلى جنب مع القوات العراقية، أو عن طريق نشر قوات على الخطوط الأمامية، والمشاركة في الضربات الجوية ضد المسلحين.

وعرج الكاتبان على المؤتمر الصحفي الذي عقده أوباما، والذي قال فيه للصحفيين بعد اختتام اجتماع مجموعة السبع الديمقراطيات الصناعية الكبرى في ألمانيا: “ليس لدينا حتى الآن استراتيجية كاملة وواحدة في المناطق التي نحن في طريقنا لدخولها حول السرعة التي كنا نقوم بها من أجل تدريب القوات العراقية؛ لأن ذلك يتطلب التزامات من الجانب العراقي حول كيفية تجنيد هذه القوات، وكيف يمكننا اتخاذ أماكن للتدريب”.

وأوضح الكاتب آثار سقوط الرمادي في الشهر الماضي – وهي مدينة ذات أهمية استراتيجية في قلب المنطقة السنية – الذي أثار قلق الولايات المتحدة الأمريكية، وبين أن على واشنطن – التي تعتمد في محاربتها لتنظيم “الدولة الإسلامية” على الضربات الجوية “الخاطئة في أغلبها” والتي تنفذها عن طريق عدد محدد من المدربين العسكريين الأمريكيين – اتباع استراتيجية واسعة النطاق لمكافحة هذا التنظيم، فضلا عن المعارك البرية التي تقوم بها قيادة القوات العراقية إلى جانب قوات الحشد الشعبي الشيعي وبعض مقاتلي العشائر السنية والتي اتصفت بالقوة والانتصار في أغلب معاركها. في هذه اللحظة كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أرسلت (3000) جندي إلى العراق، فيهم نحو (650) من المدربين والمستشارين العسكريين.

لكن الحكومة العراقية اليوم تواجه صعوبة في العثور على عدد كاف من القوات من أجل إرسالها ضمن برنامج التدريب الذي تقوده الولايات المتحدة. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، أن هناك حالات تشير إلى أن عدد قوات الولايات المتحدة المخصصة لتدريب المجندين أكبر من عدد القوات العراقية، وأن القوات الأمريكية وكلت لتدريب (8920) جنديا عراقيا، لكن الواقع يشير إلى أن (2600) جندي من القوات العراقية هم من يخضعون للتدريب.

وضمن حوار قصير بين وزارة الخارجية والحكومة العراقية، عد رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري تصريحات أوباما رسالة هدفها المجتمع الدولي وليس العراقيين. وقال الجبوري: إن واشنطن بالفعل تعمل وبصورة مباشرة مع بغداد لدعم الرد العسكري على إرهابيي تنظيم “الدولة الإسلامية”، وأضاف: إن قدرة الحكومة العراقية لمحاربة تنظيم “داعش” أقل مما يتوقعه الناس. وفيما يخص التحديات الاقتصادية وكيف تم تطوير الجيش العراقي، فقد أوضح رئيس البرلمان العراقي من خلال تصريحاته التي ترجمها السفير العراقي لدى الولايات المتحدة الأمريكية لقمان الفيلي، إذ قال: نحن لا نتوقع للعراق بناء استراتيجية قوية وجديدة بعيدا عن التعاون الدولي. وقال الجبوري أيضاً – في وقت سابق – أثناء جلسة له استغرقت (90) دقيقة في معهد الولايات المتحدة للسلام: يجب على القوات الأمريكية والعراقية محاربة وهزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية” جنباً إلى جنب؛ لأن هذه الجماعة أجبرت ما يقارب (3) ملايين شخص على ترك منازلهم. كما وقال: بصراحة نحن لا ندعو إلى مزيد من القوات الأمريكية من أجل قدومهم للعراق، لكننا ندعو إلى شراكة مكملة واحدة للأخرى من أجل محاربة هذه الجماعة الإرهابية.

وقد اعترف الجبوري – وهو مسلم سني من محافظة ديالى ذات المكونات المتنوعة مذهبياً – أن النضال من أجل تحقيق التوازن بيّن الحاجة إلى الحركات الشيعية من أجل الانضمام إلى القتال ضد شبح النفوذ السياسي المتزايد لإيران داخل الأراضي العراقية، وقدر ما يصل إلى نحو (100.000) مقاتل من الحركات الشيعية يأخذون دعماً ليس بالقليل من طهران من أجل صد تقدم إرهابيي تنظيم “الدولة الإسلامية” داخل الأراضي العراقية، مقارنة بنحو (17.000) مقاتل من أبناء العشائر السنية. وأضاف: إن إيقاف تشريع قانون الحرس الوطني من قوات الأمن العراقية المحلية في المحافظات العراقية كافة – على الرغم من توقع إمكانية الموافقة عليه – قد يأتي في وقت مبكر من الشهر المقبل.

وقال الجبوري: إن بغداد ما تزال تتصارع مع ما يعرف بالمصالحة الوطنية من أجل تهدئة التوترات السياسية والطائفية في العراق، وبيّن أن مشروع المصالحة ليس مقنعا حقاً حتى الآن بالنسبة له؛ لكونه لا يرتقي إلى المستوى المطلوب.

ويذكر الكاتب المؤتمر الصحفي الذي عقدة أوباما وقال فيه: إن حكومة العبادي يهيمن عليها الشيعة، وعليه اتخاذ المزيد من الخطوات من أجل إقناع العشائر السنية لحمل السلاح ومحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، إذ عملت العشائر السنية مع القوات الأمريكية على صد هجمات تنظيم “القاعدة” و “الدولة الإسلامية” في العراق. وتأمل واشنطن أن تكرر استراتيجيتها، في الوقت الذي تسعى فيه – وهي يائسة – حول كيفية استخدام وسيله محددة لضرب إرهابيي تنظيم “داعش” دون نشر قوات برية أمريكية في العراق.

وقال أوباما في المؤتمر الصحفي أيضا: واحدة من الجهود التي أنا على أمل أن أراها من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي هو تنفيذ المشروع العراقي والمضي قدماً نحو إقرار قانون الحرس الوطني الذي من شأنه أن يساعد على تفويض بعض الجهود والمهام الأمنية في الأماكن التي تسكنها الغالبية السنية مثل الأنبار إلى أبناء تلك المناطق.

لقد سجلت القوات العراقية مع الحركات الشيعية العديد من الانتصارات، ومنها استعادتها السيطرة على مصفى بيجي النفطي، والاستمرار في النضال من أجل السيطرة على كامل الأراضي في بيجي وصلاح الدين. وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل (ستيف وارن): إن القوات الأمريكية قد حددت عددا من الأسلحة والمدفعية إيرانية الصنع استعملت في قصف إرهابيي تنظيم “داعش”، ولكن لم تكن هناك مقدرة على تحديد ما إذا كان الإيرانيون يعملون كمدربين للقوات العراقية حول كيفية استخدام هذه الأسلحة أو يعملون جنباً إلى جنب مع المقاتلين في هذه الحركات التي قامت وما تزال تقوم بتحرير أغلب المناطق المسيطر عليها من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابي .

رابط المقال :

http://foreignpolicy.com/2015/06/08/obama-calls-for-faster-training-of-iraqi-forces/