عائلة أردوغان و تنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابي

      Comments Off on عائلة أردوغان و تنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابي

 الناشر: غلوبال ريسيرج

ترجمة وتحليل : مؤيد جبار حسن

كشفت ممرضة عملت  سرًّا في السلك الطبي في  مدينة شانلي أورفا (جنوب شرق تركيا، على مقربة من الحدود السورية) النقاب عن معلومات حول الدور المزعوم الذي تلعبه  سمية أردوغان في توفير الرعاية الطبية لجرحى عناصر تنظيم “داعش” الذين تم إجلاؤهم إلى المستشفيات التركية.

 

 وبينت الممرضة (34 سنة) التي رفضت الكشف عن هويتها خوفا من الانتقام، محنتها في سبعة أسابيع مؤلمة من العمل داخل  مستشفى عسكري سري في شانلي أورفا (150 كم إلى الشرق من غازي عنتاب و 1.300 كم جنوب شرق اسطنبول)، إذ تقول: “كل يوم تقريبا تأتي العديد من الشاحنات العسكرية التركية وفيها العشرات من جرحى “داعش”  إلى المستشفى السري لدينا، وكان علينا إعداد غرف العمليات ومساعدة الأطباء في باقي الإجراءات”.

وأضافت: كانوا يعطوني راتبا سخيا حوالي 7500 $، لكنهم لم يكونوا على علم بمذهبي. الحقيقة: إنني من الطائفة العلوية. ومنذ تولي أردوغان رئاسة البلاد، فإن النظام يظهر ازدراء للأقلية العلوية، الذين يعيشون في  رعب من فكرة  الاضطهاد من قبل الشرطة السرية، المعروفة باسم MİT.

منذ اندلاع الثورة في سوريا وانخراط تنظيم القاعدة فيها بهدف إسقاط الرئيس العلماني بشار الأسد، قادت الحكومة التركية الجهود لنقل جميع المرتزقة المتوافدين من الصين وصولا إلى الوهابيين (الوهابية تتبنى تفسيرا متطرفا للإسلام، وهي الدين الرسمي للمملكة العربية السعودية). ومع ذلك، فإن الحكومة التركية ترفض دائما كل الادعاءات المتعلقة بدورها المؤذي في الحرب الأهلية في سوريا لمدة 4 سنوات. 

أصبح الرأي العام التركي في الأشهر الثلاثة الماضية يكيل الانتقادات لسياسة الرئيس أردوغان الحربية في الشرق الأوسط المضطرب، وتراجعت معدلات شعبيته إلى مستوى قياسي منخفض يبلغ 15٪. وعلى الرغم من أنه يشيد بكونه سياسيا قوميا وعلمانيا، فقد شاب خطاب أردوغان تأييده للجهاد أكثر من أي وقت مضى. وأضافت الممرضة، وهي تبكي بمرارة: أعرف أشياء كثيرة عمن كان يدير السلك، رأيت سمية ابنة أردوغان في كثير من الأحيان في المقر الرئيس لدينا في شانلي أورفا .

وسمية هي الابنة البكر للرئيس التركي أردوغان، وقد أكملت تعليمها في لندن، وهي من عائلة ثرية، وقد أعلنت عن نيتها في الذهاب إلى مدينة الموصل (ثاني أكبر مدينة في العراق ومعقل تنظيم “الدولة الإسلامية”)؛ للقيام بأعمال الإغاثة، الأمر الذي أثار غضب الجمهور، مما جعلها تواجه إدانة واسعة من أحزاب المعارضة في تركيا. وعلاوة على ذلك، فإن تلك الأحزاب تتهم إدارة رجب طيب أردوغان بالسعي بجد لإخفاء الحقيقة بشأن العديد من التعاملات المالية لابنة بلال أردوغان.

السيد أردوغان الذي يذرف دائما دموع التماسيح على محنة السوريين المحاصرين بين مطرقة الجوع وسندان التطرف الداعشي، يخفي حقيقة أن ابنه بلال أردوغان، يشارك في تجارة مربحة لتهريب النفط العراقي والسوري المنهوب. و بلال هذا  يمتلك العديد من الشركات البحرية، وهناك من يدعي أنه وقع عقودا مع شركات أوروبية لنقل النفط المسروق لدول آسيوية مختلفة. 

الحكومة التركية تدعم من دون قصد تنظيم “داعش” عن طريق شراء النفط العراقي المنهوب من آبار النفط العراقية. الشركات البحرية التي يملكها بلال أردوغان لديها أرصفة خاصة في موانئ بيروت وميناء جيهان لنقل النفط الخام الذي يهربه تنظيم “داعش” في ناقلات نفط متجهة إلى اليابان. كما تتهم أحزاب المعارضة التركية الرئيس أردوغان بالقيام بمحاولة يائسة لتبرئة ابنه من الفضائح بشأن تورطه في نقل النفط العراقي، الأمر الذي جعل تنظيم “داعش” أغنى جماعة إرهابية في العالم.

الرئيس أردوغان يدعي أنه – وفقا لاتفاقيات النقل الدولية – ليس هناك أي مخالفة قانونية تتعلق بأنشطة غير مشروعة لبلال، فالأخير يقوم بالأعمال التجارية العادية مع الشركات اليابانية المسجلة. ولكن في الواقع، وبحسب غورسيل تكين (وهو مسؤول كبير في الحزب الجمهوري)، فإن بلال أردوغان متورط بشدة  مع الإرهاب، ولكن – كما هو الحال دائما – بسبب مكانة والده سيكون في مأمن من أي ملاحقة قضائية.

 

كما أكد مسؤول بارز في حزب الشعب الجمهوري أيضا، أن شركة بلال أردوغان البحرية (BMZ) المحدودة تعد من الشركات العائلية المتكونة من أقارب أردوغان، وهي شركة تسيء استخدام الأموال وتأخذ القروض غير المشروعة من البنوك التركية. وبسبب ضعف السلطة القضائية، توسلت الممرضة التركية المساعدة من معقل الحرية الأخير (الجيش التركي) لإسقاط نظام أردوغان الفاسد.

تحليل:

 بصورة عامة، تميزت العلاقات بين دولتي تركيا وسوريا بالسلبية والتوتر في معظم الأوقات، لكن تحسناً ما  طرأ في الآونة الأخيرة قبيل اندلاع الأحداث الدموية في سوريا، ومن ثم انهار  بالكامل، إذ تحول فيه التعاون إلى قطيعة والصداقة إلى عداء والسلم إلى حرب باردة. هذا الأمر يثير الكثير من الاستغراب والاستفهام لكل مراقب للأحداث. فأردوغان الذي بادر بقلب ظهر المجن لبشار الأسد، واصفا إياه بالطاغية، مشددا على وجوب رحيله تلبية لرغبة شعبه الثائر. لا نظن إنه فعل ذلك لنصرة “أخواننا المسلمين في سوريا”، او لأنه من المطالبين بـ”الحرية والديمقراطية” للشعب السوري، ولكن باعتقادنا أن هناك إرادات دول عربية (خليجية) وغربية استخدمت أسلوب العصا والجزرة مع أردوغان ليعدّل من موقف بلاده بما يتلاءم مع استمرار أوار الحرب في سوريا وإذكاء النار إنْ تطلب الأمر. وما قصة هذه الممرضة في هذا المقال إلا دليلا بسيطا من بين عدة أدلة تثبت تواطئ النظام التركي ممثلا برئيسه أردوغان وعائلته، لدرجة انتفاعهم ماديا وتكوين ثروات ضخمة عبر التعامل مع تنظيم “داعش” الإرهابي ومريديه. فضلا عن أهداف استراتيجية بعيدة المدى، يتمثل بعضها في تدمير أي قوة محلية مجاورة لتركيا لتتفرد وحدها في المنطقة، بالإضافة إلى ضرب العدو اللدود “الأكراد” بسلاح الإرهاب الداعشي تارة، وبسلاح الطيران التركي تارة أخرى، حتى أن التفجير الذي طال تجمعا في مدينة أورفا، وهي المدينة ذاتها التي فيها المشفى السري الذي فضحت أمره الممرضة، كان أغلب ضحاياه من الأكراد المعارضين لأردوغان.

  

http://www.globalresearch.ca/turkish-presidents-daughter-heads-a-covert-medical-corps-to-help-isis-injured-members-reveals-a-disgruntled-nurse/5462896