إلقاء محاظرة
26/آب /2015
ألقى الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية د. حسين أحمد السرحان محاضرة حول (التظاهرات في العراق: الأسباب، الإشكاليات، المشاهد المستقبلية) تلبية لدعوة مكتب الحركة الإسلامية في العراق – كتائب جند الإمام / محافظة كربلاء المقدسة، مساء يوم الأربعاء الموافق 26/8/2015.
تضمنت المحاضرة محاور عدة منها: مقدمة عن الوضع العراقي منذ عام 2003 إلى الوقت الحاضر، وهو وضع شكل أرضية خصبة لخروج التظاهرات، وقد اعترته جملة من الإشكاليات السياسية والدستورية استفادت منها “الأحزاب السياسية” في تعزيز مصالحها الفئوية والحزبية وحتى الفردية (الشخصية).
كما تم توضيح أهم الاشكاليات التي صاحبت التظاهرات منها: عدم وجود قيادة، وهذا هو ديدن حركات الإصلاح في المجتمعات، إذ إنها تحتاج إلى وقت أكثر ووعي جمعي أكثر لانبثاق قيادات. فضلا عن ضعف التنظيم، وإشكالية تعامل السلطات الأمنية مع المتظاهرين في بعض المحافظات.
كذلك تم توضيح دور المرجعية الرشيدة والتصعيد في خطابها من خلال ممثلها في خطب الجمعة باتجاه العمل من أجل الإصلاح ومحاربة المفسدين.
وأخيرا تم التطرق إلى المشاهد المستقبلية لحملة الإصلاحات في العراق في الأمد المنظور والتي تضمنت الآتي:
– (الإصلاح بمبادرة من النظام)، أي أن تبادر النخب السياسية إلى إجراء الإصلاحات الحقيقية وتبتعد عن التسويف، وأن تدرك ضرورات المرحلة وقصر المدة الزمنية.
– (الإصلاح عبر حل وسط)، أي أن يعترف من يتربع على قمة النظام السياسي (السيد رئيس مجلس الوزراء) في العراق بأن النظام ضعيف؛ لأنه غير قادر على التصدي “للأحزاب السياسية” المشاركة في إدارة السلطة في العراق، وأن يقف إلى جانب الشارع العراقي وإرادة الجماهير والمرجعية الدينية التي أشارت في خطبة الجمعة 21/آب/ 2015 إلى “أن النصر سيتحقق في معركة الإصلاح”، وأعطتها أهمية مساوية لأهمية القتال ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في جبهات القتال. وأن يسعى إلى التفاعل المشترك مع المتظاهرين الذين قد يشكلون معارضة حقيقية في قادم الأيام عبر اعتماد منهج
– (الإصلاح عبر استبدال النظام). بدون هاتين الخطوتين فإن الإصلاح سيتم – عاجلاً أم آجلا – عبر استبدال النظام السياسي القائم في البلاد، وستقود جماعات التغيير حملة الإصلاح بعد أن يَسقط النظام أو يُسقط، وسيُعتمد حينها منهج (الإصلاح عبر استبدال النظام)؛ لان المرجعية أدامت زخم معركة الإصلاح.