عندما تعجز النخب القائدة عن توليد طاقة الإبداع والطموح الخلاق في مجتمعها، فإن أسوء كوابيس ذلك المجتمع تغدو أمورا محتملة الوقوع. وعندما تفقد السلطة قدرتها على الوفاء بالوعد والصدق في الوعيد، يكون بحثها عن الشرعية من قبل من تحكمهم محلّ شك وسخرية. عزيزي القارئ الكريم في هذا العدد من إصدار (العراق في مركز الأبحاث العالمية)، ستطلع على أربعة مقالات تخص الشأن العراقي: المقال الأول (محاولات توحيد العراق قد تؤدي إلى تقسيمه)، نشرته (مؤسسة ستراتفورد الاستخبارية الأمريكية)، ويتطرق إلى الاحتجاجات الجماهيرية الأخيرة التي تعمّ معظم مدن العراق وما ترافق معها من حزم إصلاحات حكومية قد يعيق نجاحها المصالح الطائفية المتجذرة، كما يتطرق إلى المحاصصة في العراق وامتداداتها التاريخية والتي ما زالت تمثل عقبة تعرقل أي مسعى إصلاحي، وأن نجاح العبادي الحقيقي يكون من خلال تبنيه لخطة التنمية المستدامة، فضلا على إسناد المناصب المهمة في الدولة إلى مسؤولين أكفاء مستقلين سياسيا، وينتهي المقال إلى الاعتقاد بأن إصلاحات العبادي تمثل مناورة عالية الخطورة قد تقود إلى تمزيق العراق في حال عدم النجاح فيها.
المقال الثاني (هل ستعرقل أزمات العراق السياسية حملة مكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية”؟)، للكاتب (جيمس جيفري)، نشره (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى)، ويرى كاتبه أن السيد العبادي واجه الغضب الشعبي في بلاده بإجراءات تبدو مصممة على الإصلاح إلا أنه قد لا ينجح في وضع حدٍّ للفساد وعدم الكفاءة داخل حكومته؛ بسبب الضعف السياسي المتأصّل في شخصيته. وعندما يقارن الكاتب ما يواجهه العبادي من مشاكل بتلك التي تواجه الزعيم الكردي مسعود البرزاني بسبب قضية تمديد ولايته، فإن وضع الأخير يبدو أقل خطورة، ويعتقد أن واشنطن تدعم إصلاحات العبادي وتمديد ولاية البرزاني؛ لأنها بحاجة إلى تماسك هذين الحليفين لمنع تزعزع جبهة محاربة تنظيم “داعش”.
المقال الثالث (مسؤول في البنتاغون: ربما لا يعود العراق دولة موحدة)، للكاتب (سين دي نايلور)، نشرته (مجلة السياسة الخارجية الأمريكية)، ويتحدث كاتبه عن تأثير الهواتف الذكية على وسائل التواصل الاجتماعي في الشرق الأوسط مما جعل حركة الأحداث تتم بطرق لا يمكن التنبؤ بها، ومن ذلك ما قد يتعرض له العراق من احتمال التمزق والتقسيم، وهكذا وضع قد يجعل واشنطن تواجه خطر الاختيار بين دعم الدولة الكردية في شماله، وتحدي العلاقة مع الحليف التركي الرافض لقيام هذه الدولة، ويختم المقال بالتأكيد على ضرورة الاستعداد للأحداث غير المتوقعة في الشرق الأوسط.
المقال الرابع (لم يعد أحد يتحدث عن تحرير الموصل)، للكاتب (مايكل نايتس)، نشره (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى)، ويعتقد كاتبه أن عام 2015 لن يشهد تحرير الموصل؛ بسبب عدم استعداد أوباما لتخصيص الموارد اللازمة لهزيمة “داعش”، فضلا على عدم جاهزية القوات العراقية، وينتقد نايتس أسلوب القيادة من الخلف الذي تتبناه واشنطن، كما ينتقد ما أسماه بصندوق تدريب وتجهيز العراق الذي يعتمده البنتاغون في تسليح العراق، ويدعو القوة الجوية الأمريكية إلى استحضار قدرتها على الابتكار؛ من أجل إيجاد طرق جديدة تعزز قدرتها على المرونة في ظل عدم وجود شركاء موثوقين على الأرض.
إقرأ في هذا العدد :