لم تعد قواعد اللعبة بين القوى الإقليمية والدولية كافية للسيطرة على الأحداث المتسارعة في الشرق الأوسط وفي العالم؛ لأن مسارات هذه الأحداث وأفقيها القريب والبعيد القادمين ينذران بما هو أخطر، مما يسمح بالقول: إن العالم بات على حافة الهاوية، وهذا يعني أن الحاجة تقتضي إيجاد قواعد جديدة للعبة تنتج تضامنا عالميا أقوى وأشد تماسكا على المستوى الشعبي والرسمي في مواجهة التطرف والإرهاب، وبدون وجود مثل هذا التضامن ستبقى الاستراتيجيات المضادة للإرهاب تعاني من عيوب وثغرات جوهرية تحكم بفشلها عاجلا أم آجلا. القارئ الكريم، في هذا العدد من إصدار (العراق في مراكز الأبحاث العالمية) ستطلع على خمسة مقالات: المقال الأول (تداعيات التدخل الروسي في سوريا على العراق)، للكاتب (باتريك مارتن)، نشره (معهد دراسات الحرب)، ويعارض كاتبه التدخل الروسي في العراق على غرار التدخل في سوريا، كما يعارض إنشاء مركز التنسيق المشترك (الروسي والسوري والعراقي والإيراني)؛ لأنه يراه يمثل تهديدا لكفاءة التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، ويحث هذا التحالف على تقديم المزيد من الدعم للحكومة العراقية لمنعها من طلب مساعدة روسيا، من خلال تسليح القوات العراقية، ونقل مقر قيادة العمليات الخاصة في سوريا والعراق من الكويت إلى العراق، وتعيين قائد عسكري في العراق؛ لزيادة تأثير النفوذ الأمريكي والحد من النفوذين الروسي والإيراني في هذا البلد.
المقال الثاني (رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي: سوف نرحب بالضربات الجوية الروسية في العراق)، للكاتب (لوفداي موريس)، نشرته (الواشنطن بوست)، ويعرض آراء السيد العبادي وعدد من القادة السياسيين والعسكريين الأمريكيين والعراقيين حول موضوع التدخل الروسي في العراق لضرب مواقع “داعش”، ويخلص المقال إلى الاعتقاد بأن روسيا تركز حاليا على جبهة سوريا وليس العراق.
المقال الثالث (الشرق الأوسط ما بعد أمريكا)، لكاتبه (جدعون روز)، ونشرته (مجلة الشؤون الخارجية الامريكية)، ويحاول كاتبه التطرق إلى احتمال وجود سياسة أمريكية للخروج من الشرق الأوسط تختار فيها واشنطن عدم التدخل في شؤون المنطقة، لكنه ينتهي إلى القول: إن منطقة الشرق الأوسط هي في طور إعادة التشكل، وهي تحمل في طياتها الغموض وعدم التكهن بما سيجري في المستقبل، ولا يمكن تصور الوضع فيها بعد زوال الغمامة.
المقال الرابع (نهاية اللعبة في الشرق الأوسط)، للكاتبة (دانييل بليتكا)، نشره (معهد أمريكان انتربرايز)، ويتطرق المقال إلى حال الشرق الأوسط وما يمر به من تقلبات، فتعتقد الكاتبة أن أيام الإملاءات الغربية لتحديد مسار الأحداث في المنطقة قد ولت، وأن ما تعانيه من انقسامات حادة ومشاكل داخلية عميقة قد يكون علاجه من خلال خيار الدولة الفدرالية، كخيار أفضل لتقاسم الثروة والسلطة بشكل عادل.
المقال الخامس (تصاعد الأزمة السياسية في إقليم كردستان العراق)، للكاتبة (ايزابيل كولز)، نشرته (الديلي ميل)، ويتطرق إلى الأحداث الأخيرة في إقليم كردستان التي أعادت إلى الأذهان الانقسام القديم في إدارته بين حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، وتعتقد الكاتبة أن هذه الأحداث هي مؤشر خطير قد ينذر بعواقب وخيمة.