عندما تكون الحرب هي السبيل الوحيد للظفر بالسلام وتحقيق المصالح العليا للدول، فعلى القيادات السياسية أن تتخلى عن ترددها، وتتحمل ضريبتها من المال والرجال، فالقيادة الخائفة لا ترهب أعداءها، ولا تحسم مواقفها، وهذا ما يجب أن تتصف به الإدارة الأمريكية الحالية في التعامل مع ملف الإرهاب في العراق وسوريا. عزيزي القارئ الكريم، في هذا العدد من إصدار (العراق في مراكز الأبحاث العالمية)، ستطلع على ثلاثة مقالات مهمة مرتبطة بملف الإرهاب في الشرق الأوسط:
المقال الأول: (كيف أوجد أوباما فراغا في الشرق الأوسط؟)، للكاتب (دينيس روس)، ونشره (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى)، وينتقد كاتبه سياسة أوباما في إدارة ملف الأزمة السورية؛ لأنها كانت دوما مترددة عن التصرف في الوقت المناسب، مما أحدث فراغا تم ملؤه من قبل أطراف إقليمية وتنظيمات إرهابية متعددة، وما لم تتصرف واشنطن بسرعة، فإن الوضع سيخرج عن السيطرة بشكل أكبر. ويخلص الكاتب في مقاله إلى أن على واشنطن أن تحدد لنفسها مبادئ توجيهية توضح فيها أن تجاربها المستقاة من تورطها في مناطق مثل العراق وفيتنام لن تمنعها من التصرف عندما تكون مصالحها ومصالح حلفائها على المحك؛ من أجل أن يفهم خصومها الدوليون والإقليميون الحدود المسموح بها لحركتهم.
المقال الثاني: (كيفية هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية”: الأسباب الداعية لإرسال قوات برية أمريكية)، للكاتب (جيمس جيفري)، ونشره (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى)، ويذهب السيد جيفري في مقاله إلى تحليل استراتيجية أوباما الدولية، فيبدو الرئيس الأمريكي أقل تفاؤلا في نظرته إلى تطورات الأحداث الدولية، وفيما يتعلق بحملته لمكافحة إرهاب “داعش”، يبدو أنه في الوقت الذي يشدد أقطاب البيت الأبيض على تدمير هذا التنظيم الإرهابي فإنهم ما زالوا بعيدين عن تحقيق هذا الهدف ما لم يتخذوا قرارا بإرسال قوة برية أمريكية تعمل على الأرض، وتستطيع هزيمته في عقر داره، ولا خيار آخر أمام واشنطن، فالحرب مع “داعش” ليست حربا اختيارية يمكن لواشنطن تجنبها أو خوضها، بل هي حرب ضرورية لا بد من خوضها وتحمل أعبائها بحسب الكاتب.
المقال الثالث: (على الولايات المتحدة إرسال قوات برية للقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية”)، كتبه أيضا السيد (جيمس جيفري)، ونشره (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى)، وكرر فيه الأفكارنفسها التي تحدث عنها في مقاله السابق، فكان مما قاله: “بعد مرور ما يقرب من 18 شهرا على بدء إدارة أوباما باتخاذ أنصاف الحلول، من الواضح أنه لن تتم هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية” في غياب قوات برية متنقلة من الدرجة الأولى تكون مترابطة مع قوة جوية ساحقة”، وهو هنا يقصد القوات البرية الأمريكية، ويدعو الإدارة الأمريكية إلى التخلي عن شعار “عدم وجود حل عسكري لأي شيء”، وتحمل أية تكلفة مادية وبشرية تقتضيها محاربة التنظيمات الإرهابية.
