د.سعدي الابراهيم
باحث في قسم ادارة الازمات
مركز الدراسات الاستراتيجية – جامعة كربلاء
كانون الثاني-يناير 2017
لا احد يستطيع انكار دور الصدريين في الحياة السياسية العراقية، فاغلب الاحزاب الاسلامية قد خرجت من وحي فلسفة الصدر الاول، الذي عرف عنه رفضه للظلم والطغيان، واكمل رسالته الصدر الثاني، فاستشهد الاثنان في سبيل اصلاح نظام الحكم في العراق قبل عام 2003.
السيد مقتدى الصدر هو الاخر يبدو امتدادا لنفس النهج في مرحلة ما بعد عام 2003، فقد رفض الاحتلال، ورفض الظلم، ورفض الفساد، ولازال يسير بهذا الاتجاه .
بالتأكيد ان الصدريين يدركون هذه الحقائق ويعرفون عمق تاريخهم جيدا، ولكن هل هم على علم من ان هناك جهات داخلية وخارجية تحاول افشال مشروعهم وضرب تجربتهم السياسية ؟
اذا كانوا يمتلكون اجابات عن السؤال اعلاه، فلماذا يسيرون احيانا باتجاه يضر بمستقبلهم السياسي؟ الا ينبغي عليهم ان يتبعوا اليات معينة للمحافظة على تجربتهم وحمايتها ؟ ، ولعل من الاليات التي يجب عليهم الاخذ بها، الاتي:
اولا – على الصعيد الداخلي:
1 – لابد للصدريين ان تكون لهم كلمة في عراق ما بعد داعش، وهذا يتحقق عبر اعادة رسم تحالفاتهم السياسية، فلا يوجد في عالم السياسة اعداء دائمون، المرحلة تتطلب فتح ابواب الحوار مع كل القوى السياسية حتى التي تقاطع معها التيار بالأمس.
2 – المناطق التي تم تحريرها تمر بحالة مخاض قد يثمر عن ولادة قوى سياسية سنية جديدة، من مصلحة التيار مد يده الى هذه القوى والتحالف معها قبل ان يتلقفها الاخرون.
ثانيا – على الصعيد الخارجي:
1 – بالنسبة للبيئة الاقليمية المحيطة بالعراق، ليس من مصلحة الصدريين التصعيد معها لا سيما انها بيئة غير صديقة، والكل يعلم انها تمتلك اذرع في العراق وقد تحركها ضدهم، خاصة وان تأجيل بعض الاهداف لا يعني الاستسلام بقدر ما يعني المضي في طريق اخر لتحقيقها.
2 – الولايات المتحدة الامريكية يرأسها الان شخصية مبهمة، لذلك ينبغي معرفة استراتيجيتها القادمة تجاه العراق، وتحاشي خلق ازمة معها قبل ان يتبين خيطها الابيض من الاسود، لان الكثير من مفاتيح الازمات في العراق لازالت بيدها.
ان ادراك الصدريين لهذه المحاذير، والسير في طرق لا تخلق لهم ازمات اقليمية ولا دولية ستكون من اهم اليات المحافظة على تجربتهم وضمان استمرارها.