سعد محمد حسن الكندي
قسم الدراسات الدولية
مركز الدراسات الاستراتيجية/ جامعة كربلاء
كانون الثاني- 2017
مع دخول الازمة السورية في عامها السادس ، لا يزال الصراع قائما ما بين النظام السوري والمعارضة المسلحة اضافة الى بعض التنظيمات الارهابية كتنظيم داعش وجبهة النصرة ومجموعة اخرى ، فضلا عن وحدات حماية الشعب الكردي . وبعد فشل جميع المحاولات السابقة في التوصل الى اتفاق شامل لوقف اطلاق النار تدخلت هذه المرة بعض الاطراف الاقليمية والدولية بقوة بهدف الوصول لاتفاق شامل لوقف اطلاق النار. وابرز تلك الاطراف هي روسيا وتركيا وإيران وهي الاطراف الاكثر تأثيراً يضاف اليهم قوى اخرى وبمشاركة الامم المتحدة. وقد انطلقت تلك المباحثات ما بين النظام والمعارضة في العاصمة الكازاخية ( استانة ) وقد اثارت المباحثات ولائحة المدعوين اليها جملة من التساؤلات المهمة منها:
هل توقيت المؤتمر متعمد؟
بعد ثلاثة ايام من تنصيب ترامب رئيساً للولايات المتحدة الامريكية، يعتزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بدء فصل جديد في سوريا ما بعد اوباما عبر مواجهة الادارة الامريكية الجديدة بالأمر الواقع المتمثل بتقدم النظام في حلب . وعلى الصعيد الدبلوماسي يهدد التحالف الجديد بين روسيا وايران وتركيا الى تهميش الجهات الفاعلة الخارجية الاخرى. ويعد مؤتمر أستانة تمهيداَ للحوار الدولي في جنيف المقرر أجراؤه في 8 شباط القادم.
الاطراف السورية المشاركة في المؤتمر؟
شارك في المؤتمر كل من:
- وفد المعارضة السورية: ويتكون من ممثلين عن 14 فصيلاَ مسلحاَ هي ( فيلق الشام, جيش العزة, جيش الاسلام, صقور الشام, إدلب الحر, جيش النصر, شهداء الاسلام, الفرقة الساحلية الاولى, الجبهة الشامية, تجمع فأستقم, لواء السلطان مراد, الجبهة الجنوبية اي تجمع فصائل الجيش الحر في الجنوب السوري). الى جانب مستشار سياسي وحقوقي .
- وفد النظام السوري: ويتكون من عدد من الاعضاء يرأسهم بشار الجعفري ممثل النظام في منظمة الامم المتحدة.
اما اهم النتائج التي خرج بها المؤتمر فقد تمثلت بتأكيد الاطراف الثلاثة الراعية للمؤتمر بضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار، واعتبار مؤتمر أستانة تمهيدا لمؤتمر جنيف3 ، وستمثل تركيا المعارضة وايران تمثل النظام اما روسيا فهي الوسيط .
مؤتمر أستانة ما بين النجاح والفشل
من الصعب الحكم على نجاح المؤتمر او فشله، فالأمور لاتزال غير واضحة، اذ يصر الطرف الداعم للمؤتمر على نجاحه لأنه للمرة الاولى استطاع ان يجمع بين المعارضة والنظام على طاولة الحوارات، كما يعد تعهد الروس بوقف اطلاق النار – بل تحذير للطرف الذي يخرق الهدنة – مؤشرا يدل على التزام الروس بضرورة انجاح المؤتمر. أما الطرف المعاكس فينظر له على انه مجرد مباحثات شبيهة لما سبقه من مؤتمرات , وان غياب الدور الامريكي والاوربي والعربي ربما يكون سبب في فشله.
وعلى الرغم من وجود الاسباب اعلاه، الا ان المفاوضات المبنية على التفاهم والثقة المتبادلة هي السبيل الوحيد لتسوية الازمة السورية, وان الصراع الدموي الدائر في سوريا منذ نحو ست سنوات, لم يجلب لهذا البلد الذي تتقاطع فيه الحضارات والثقافات المختلفة سوى المعاناة والآلام، لذا يتطلب من الجميع الالتزام بوقف اطلاق النار وايجاد حل سلمي للأزمة، حيث غلب على المباحثات الجانب العسكري على حساب السياسي, ومقبولية الروس لدى اطراف المعارضة السورية, فضلا عن دعوة موسكو للمعارضة بزيارتها كل هذا يعد تغييرا ايجابيا للازمة السورية وتمهيدا مناسبا لمؤتمر جنيف الثالث المقرر عقده في يوم8 شباط المقبل. فهل يكون هناك دور امريكي – اوربي-عربي قادم ام يختصر على اطراف أستانة؟