الافتتاحية
بقلم: رئيس التحرير
ان انتخاب ترامب في الولايات المتحدة يشير الى نهاية عهد الأحادية القطبية الامريكية، وبزوغ عهد التعددية القطبية، فأمريكا لم تعد قادرة على قيادة العالم، وهي تبحث عن شركاء دوليين تتقاسم معهم هذه القيادة. في هذا العدد من اصدار (العراق في مراكز الأبحاث العالمية) ستكون هناك أربعة مقالات مهمة هي:
المقال الأول (تقرير اولبرايت-هادلي: استراتيجية جديدة للشرق الاوسط) وهو يمثل عرضا مختصرا للتقرير النهائي لمجموعة عمل استراتيجية الشرق الأوسط التابعة لمجلس الاطلنطي، ويناقش التقرير أسباب فشل الدولة والشرعية السياسية في الشرق الأوسط، وبروز التيارات المتطرفة، مما يستدعي الحاجة الى نهج استراتيجي جديد يقوم على الشراكة وتحمل الشعوب والحكومات في المنطقة مسؤولياتها في رسم صورة إيجابية للدولة بمساعدة قوى الدعم الخارجي وعلى رأسها واشنطن، وتقوم هذه الاستراتيجية على شقين هما تحقيق الامن والسلام، واطلاق الإمكانات البشرية والاقتصادية، مع الحاجة الى عناصر مهمة ترتكز في تحقيق النجاح.
المقال الثاني (ماهي المخاطر الرئيسة التي تواجهها الولايات المتحدة في الشرق الاوسط؟) للكاتب (انتوني كوردسمان) والمنشور في (مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية) الامريكي، ويرى كاتبه ان واشنطن تواجه مخاطر جمة في الشرق الأوسط تتطلب منها اتخاذ خيارات لا تخلو من المجازفة، ويحدد لإدارة ترامب الحالية 12 تحديا مهما ترتبط بتحالفات واشنطن، وملفات المنطقة الحرجة، وبروز دور اللاعبين الإقليميين والدوليين، وهي تحديات تبدو ملحة وتحتاج مواقف حازمة من الإدارة الامريكية الجديدة نأمل ان لا تكون على حساب مصالح شعوب المنطقة.
المقال الثالث (حالة الانضباط الاستراتيجي الامريكي خلال مرحلة الرئاسة القادمة) للكاتب (مايكل هوفمان) والمنشور في (موقع وور اون ذا روك) الأمريكي المعني بقضايا، يحاول كاتبه تحليل ردود الأفعال الناجمة عن انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، والتي تحركها فكرة تراجع الغرب والولايات المتحدة عن قيادة العالم سياسيا واقتصاديا، مما يتطلب من واشنطن اعتماد استراتيجية تكون أكثر انضباطا في استخدام القوة والموارد، ولا تعمل على استعادة السيطرة على النظام العالمي وفرض القيم الغربية، مع الحفاظ على امن وازدهار الولايات المتحدة.
المقال الرابع (معركة الموصل: العراق يكتسب زخما ضد تنظيم الدولة الاسلامية) للكاتب (مايكل نايتس) والمنشور في (معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى)، ويركز على التقدم الذي تحرزه القوات العراقية في معركة تحرير مدينة الموصل من سيطرة داعش الإرهابي، ويعتقد كاتبه ان حسم معركة الجانب الأيمن من المدينة قد تتأخر الى الربع الثاني من هذا العام وربما تكون معركة صعبة، ، وما يلفت الانتباه في المقال تركيزه على المعاملة الإنسانية التي يلقاها السكان المدنيين في الموصل على يد القوات الحكومية المهاجمة، وهو امر يعزز الثقة بين هذه القوات والسكان ستكون له انعكاسات إيجابية مهمة، كما يدل على تطور أداء هذه القوات في المناطق السكنية المأهولة.