علي مراد العبادي
باحث في قسم ادارة الازمات
مركز الدراسات الاستراتيجية / جامعة كربلاء
مارس-ايار 2017
لم تكن الغارات التركية الاخيرة على مناطق في شمال العراق الاولى وإنما هي حالة معتادة تقوم بها تركيا على الاراضي العراقية لضرب قواعد حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا والذي تتهمه انقرة بالوقوف وراء الهجمات المسلحة ضد مواقع للجيش اتركي او منشآت اخرى ، اما الجديد في الموضوع قيام تركيا بضرب بعضاً من تلك القوات وذلك في فجر اليوم الثلاثاء ، 25 نيسان ، 2017 ، حيث قصفت المقاتلات التركية مقراً لقوات البيشمركة بجبل سنجار، اثناء استهدافها مقرات وحدات حماية سنجار وقوات الدفاع الشعبي ، التابعتين لحزب العمال الكردستاني، ما اسفر عن فقدان عدد من مقاتلي البيشمركة حياتهم وإصابة آخرين ، حيث وجهت أكثر من 20 صاروخاً ، والصاروخ الذي سقط على مقر البيشمركة كان الأخير بينها”، ما اسفر عن فقدان 5 مقاتلين من البيشمركة حياتهم وإصابة 7 آخرين .
وكما هو معروف فأن البيشمركة هي قوات تتبع لإقليم كردستان العراق بقيادة رئيس الاقليم مسعود البارزاني والذي يتمتع بعلاقات جيدة مع تركيا بخلاف بقية الاطراف الكردية كالاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير ، فيما دخل الديمقراطي الكردستاني بنوعاً من الاحراج بعد ان اسفرت الغارات التركية عن مقتل قرابة الخمسة عناصر وجرح 9 اخرين ، الامر الذي اثار حفيظة الاطراف الكردية الاخرى وادخل حزب البارزاني بحرج كبير اسفر عن اصدار بيان شبه مندد بتلك الغارات مطالباً حزب العمال الكردستاني بالانسحاب من تلك المناطق لا سيما ان تركيا تعتبر تواجد عناصر الحزب يشكل خطراً على حدودها وان البكه كه يتخذون من جبل سنجار مقراً لهم ويستخدموه لنقل اسلحة وتهريب متفجرات لشن عمليات تفجير داخل الاراضي التركية .
اما ردود الفعل فقد تنوعت ما بين محلي وإقليمي ودولي فالحكومة العراقية وجهت تحذيراً شديد اللهجة منددة بالغارة كذلك ايران وروسيا والولايات المتحدة والتي بدورها اعتبرت الموضوع خارج التنسيق مع التحالف الدولي ، فيما علقت تركيا على الموضوع بأن الجهة المستهدفة هم حزب العمال الكردستاني وأعلنت عن تأسفها لحادث مقتل عناصر من البيشمركة .
وهناك اهداف غير معلنة من تلك الغارات فهي وان ادعت بالضد من العمال الكردستاني إلا انها تحمل بين طياتها رسائل عدة من اهمها جاءت بعد توسيع صلاحيات الرئيس التركي ، كذلك هي اشارة واضحة بالضد من تحركات كردستان للاستقلال ، ايضا هي اشارة للعامل المؤثر في الازمة السورية روسيا وإيران وحتى الولايات المتحدة خصوصاً بعضاً من تلك الغارات شنت على الاراضي السورية ، فيها اشارات واضحة لقوات الحشد الشعبي العراقي لا سيما خلال تقدمه باتجاه مدينة تلعفر ، كما وإنها تعد اثبات وجود للعامل التركي لإشراكه بأية ترتيبات تخص سوريا او العراق ، ووفق ذلك ينبغي من الحكومة العراقية ان تتخذ موقفاً حازماً يتناسب مع ذلك التجاوز عبر التنسيق مع التحالف الدولي للرد على ذلك ، وحتى على الصعيد المحلي تبرز الحاجة لفتح تفاهمات حول قضية استقلال الكرد وغيرها .