العراق في مواجهة التحدي الأصعب…المخدرات

      التعليقات على العراق في مواجهة التحدي الأصعب…المخدرات مغلقة

م.م قسمة عزيز فرج

قسم إدارة الازمات

مركز الدراسات الاستراتيجية

21/يناير/2024

 

يواجه العراق تهديد لا يقل عن تهديد الإرهاب ظاهرة تعد دخيليه على المجتمع العراقي الذي يعرف عنه متمسك بالقيم والعادات والتقاليد، أذ كان العراق منذ مدة ليس ببعيده فقط طريق لمرور للمخدرات للدول الأخرى، أما لان فقد أصبحت فئة كبيرة داخل المجتمع متعاطية للمخدرات بمختلف أنواعها، أذ لا يكاد أن يمر يوم واحد دون الإعلان عن تفكيك واعتقال مجموعات إجرامية تروج وتتاجر بالمخدرات  مختلفة الاعمار والجنس، ليس هناك إحصائية نهاية بعدد المتاجرين او المروجين او المتعاطين، اذ قد يكون الشخص نفسة متعاطي ومروج او متعاطي وتاجر في الوقت ذاته، ولكن بكل تأكيد الوضع خطير جدا لمجرد اعلان وزارة الداخلية كل يوم اعتقاله مجموعة متخصصة بهذه الاعمال الاجرامية.

 النوع الأكثر انتشار في العراق هو الكريستال والمصدر الأول للمخدرات الداخلة للعراق حاليا هي دول الجوار من سوريا وإيران وتركيا والبعض منها من أفغانستان. حرب العراق ضد المخدرات معقده جدا وذلك لوجود أفراد يعدون أنفسهم فوق القانون يمتلكون الأسلحة وهم على استعداد لمواجهة القوات الأمنية والاشتباك معهم من جهة، ومن جهة أخرى تشابك شبكات  أجرام المخدرات المحلية مع مثيلتها الإقليمية، لذا هناك صعوبة بالغة جدا في القضاء على الشبكات المحلية، أضافة الى الوضع الأمني في بعض المناطق الحدودية للبلد مع بعض الدول المجاورة سهل عمليات التهريب وإدخال المخدرات للعراق بشكل أكبر من قبل، والى للآن فأن جميع المخدرات التي عثرت عليها القوات الأمنية هي مصدرِ الى العراق وليس منتجه في البلد ماعدا حالة واحده أذ عثرت القوات الأمنية في أحدى المحافظات على معمل الإنتاج المخدرات تم غلقه و مصادرة مواده من قبل الأجهزة الأمنية .

تختلف الأسباب التي تكمن وراء تعاطي نسبة كبيرة من افراد المجتمع للمخدرات او الترويج لها او المتاجرة بها اذ قد تكون بسبب أصدقاء السوء وضعف رقابة أولياء الأمور مما جعل عدد كبير من الشباب والفتيات متعاطين ومن ثم مروجين، او قد يكون السبب الرغبة في الهروب من الواقع الاجتماعي او الاقتصادي الذي تعيشه بعض طبقات المجتمع، او بسبب الثراء المفاجئ لبعض العوائل، أو قد يتعاطى البعض المخدرات من آجل أنجاز ساعات عمل أكثر كما هو الحال لدى بعض عمال البناء وسائقي الطرق الخارجية.

رغم ان المخدرات غزت اغلب فئات المجتمع العراقي ولكن يمكن مواجهتها والحد منها الى بعد حد ممكن مدام مصدرها الأول من خارج الحدود لا أن ذلك ليس بسهل فهذا التحدي يتطلب جهد وتعاون الجميع سواء افراد أو مؤسسات، إضافة الى المورد المالية الكبيرة أذ يمكن التصدي لهذه السموم من خلال عدة إجراءات منها تكثيف حملات التوعية والتحذير للأولياء الامور في مراقبة أبنائهم وبناتهم وتوسعة عمليات التثقيف والتوعية بمخاطر الادمان وان لا تقتصر تلك الحملات على فئة معينه، الإلزام الجميع دون استثناء بإجراء الفحوصات الازمه بعد كل مرحلة دراسية باتداء من المرحلة الثانوية، قيام مؤسسات الدولة كافة بواجباتها الوطنية بإخضاع موظفيها للفحص، والعلاج القسري لمن يثبت تعاطيه، أنشاء المراكز المتخصصة بمعالجة المتعاطين في مختلف المحافظات، اعتماد العلاج القسري للمتعاطين الذين يرفضون العلاج طوعا للحد من ظاهرة الإدمان، قيام وزارة الصحة ووزارة العمل ودوائر وزارة الداخلية المختصة بمتابعة أوضاع المتعافين من الإدمان لتجنب الوقع مرة أخر في هذا المستنقع، فرض السيطرة بشكل أكبر ما عليه الان على المداخل بين المحافظات خاصة بالنسبة للمحافظات التي تكون حدودية مع دول الجوار إضافة الى تشديد الإجراءات في المنافذ الحدودية، وعدم التهاون بمحاربة تلك السموم، قيام وزارة الداخلية بنص السيطرات المفاجئة بين المحافظات وخاصة في الطرق التي تعد صحراوية، او غير المستخدمة بصورة كبيرة، أنشاء قوات أمنية في جميع المحافظات تكون على مستوى عالي من التدريب والتجهيز تكون مهمتها التصدي لتلك الظاهرة على أن يختار عناصرها من بين الكفاء من القوات الأمنية ويخضعون للفحوصات الدورية، الفصل التام بين التجار والمتعاطين والمروجين داخل مراكز الاعتقال وتطبيق اقصى العقوبات بحق المتاجرين بتلك المواد، وعدم التأخير في تنفيذ تلك العقوبات، لان عدم التشدد في فرض العقوبات على المتاجرين بتلك المواد شجع الاخرين في الانخراط بتلك المجاميع  صاحبهُ زيادة ليس في عدد المتاجرين فقط وأنماء ارتفاع عدد المتعاطين بشكل كبير جدا خاصة بين فئة الشباب ومن كلا الجنسين، وأخير خلق فرص عمل في مختلف القطاعات لاستيعاب العاطلين عن العمل الذين يعدون الهدف الأسهل للمتاجرين بتلك المواد.