فايروس كورونا: الاصل البيولوجي والاثر السياسي

      التعليقات على فايروس كورونا: الاصل البيولوجي والاثر السياسي مغلقة

م. م. حوراء رشيد الياسري
قسم الدراسات القانونية/ مركز الدراسات الاستراتيجية- جامعة كربلاء
أصبح عالمنا اليوم يتوجس خيفة من أغلب الامور صغيرها وكبيرها وسحبها لجانب سياسي واعتبارها شيئاً مخيفاً يهدد مصالحها، ومن بينها ما اجتاح العالم، واغلب الدول اليوم في خوف وحذر مستمر من الخطر العالمي المتمثل بفايروس كورونا((Coronavirus. ينتمي هذا الفيروس إلى فصيلة الفيروسات التاجية التي أخذت اسمها من الكلمة اللاتينية ( كورونا ) وتعني الهالة والتاج ، وذلك لأنها تظهر تحت المجهر ككرة تحيط بها خيوط ممتدة مما يجعل شكلها كالهالة التي تحيط بالشمس أو كزوائد التاج . وللعلم هو فيروس جديد لم يكن معروفا من قبل عند البشر .
حيث تهاجم الفيروسات التاجية على عمومها الجهاز التنفسي والقناة الهضمية للثدييات والطيور، ويعد أشهرها فيروس ( سارس ) المسؤول عن الالتهاب الرئوي الحاد والذي ظهر عامي 2002 و2003 في الصين واليابان وحينها أصاب ما يقارب ( 8000 ) شخص ، مات منهم حوالي (800 ) .
يتحدث عالم الأنثروبولوجيا ( فريدريك كيك ) خلال مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية عن الخصوصية التأريخية والصحية الفريدة لمدينة ووهان – ثاني أكبر مدينة في وسط الصين – حيث ظهر فيروس كورونا نهاية عام 2019 ، في وقت كثافة حركة الاشخاص والبضائع مع مطلع السنة الصينية الجديدة ، ويبلغ تعداد سكان هذه المدينة ( 11.000.000 ) نسمة يصاحبه تطور صناعي وتكنولوجي كبير ، وقد تلاقى هذا الحدث البيولوجي مع تاريخ ثقافي خاص بهذه المدينة ادى الى احداث آثار سياسية استثنائية يمكن ارجاعها للاعتبارات التالية :-
1- لكون هذه المدينة كانت تمثل عاصمة النظام القومي خلال الحرب الصينية – اليابانية ( 1937-1945 ) .
2- تضم مدينة ووهان اندماج ثلاثة مراكز تجارية طورها الغربيين في القرن التاسع عشر على نهر ( يانغ تسي كيانغ ) .
3- هذه المدينة أيضاً هي نقطة انطلاق ثورة 1911 التي تسببت بسقوط الإمبراطورية .
4- تعد هذه المدينة مكان حساس للغاية في التاريخ الصيني الحديث لكونها تمثل مركز لإمبراطورية ( تيانشيا ) .
وقال الباحث إن الأسواق الرطبة في وسط مدينة المذكورة ترتبط بالتقاليد الصينية المتمثلة باستهلاك الحيوانات الطازجة وقد تباع فيها أنواع غريبة كالثعالب والعقارب والتماسيح ، إلا أنه ليس من المؤكد أن الحالة الأولى من وباء فيروس كورونا جاءت من سوق حيواني .
 وان الأمر المؤكد وفقاً للتحليل التطوري للفايروس هو أنه يأتي من الخفافيش التي تشكل المستودع الحيواني لفيروسات كورونا ، كالسارس والعديد من الفايروسات الناشئة وخاصة فايروس إيبولا ، لأن الخفافيش تتمتع بنظام مناعة يسمح لها بإيواء عدد كبير من الفايروسات دون الإصابة بها ، وهي اليوم تقترب من المناطق الحضرية بسبب إزالة الغابات .
هناك عدة روايات حول اسباب ظهور وانتشار هذا المرض في هذا الوقت وأغلب المهتمين يرجعها لاسباب سياسية ( نظرية المؤامرة ) في اطار الصراع ما بين الولايات المتحدة الامريكية والصين ؛ لكون ما وصلت الية الاخيرة اليوم من تقدم وتطور صناعي وتكنولوجي كبير وبصورة سريعة يمكن ارجاعه الى وفرة الايدي العاملة الرخيصة في .
وقد أعلن الطبيب الهندي ( ناريش تريهان ) في بحث علمي تم التوصل لتركيب الحمض النووي لفيروس كورونا الجديد. والمفاجأة كانت أن الفايروس ليس حقيقي ، إكتشفوا أن فيه أربع أحماض نووية من فايروس الإيدز وهذا معناه انه فايروس قد يكون مركب صناعياً في المختبرات ، وهذا يقودنا إلى احد التفسيرات التالية -:
الاول: إما هي فعل أمريكي لعزل الصين صحياً أولاً ثم إقتصادياً وبالتالي كسر شوكتها وتحجيمها إقتصادياً ولو بشكل مؤقت.
الثاني: أن الفيروس وليد المختبرات الصينية شخصياً وكانت تنوي استخدامه كسلاح بيولوجي لكن في لحظة ما فقدت السيطرة علي.
وبذلك يظهر لنا دور وتأثير هذا الفايروس على الحياة السياسية وخصوصاً بعد ان انتقل لاغلب دول العالم وذلك وفقاً لاحصاءات تم عرضها والاطلاع عليها من قبل الجهات المختصة.
وفي سياق ذلك اعلنت منظمة الصحة العالمية عن رغبتها بأدراج هذا الفايروس بأعتباره العدو الاول للانسان والبشرية وقد أعلنت على لسان مدير عام المنظمة ( تيدروس أدهانوم جيبريسوس ) في جنيف قوله : ( إذا لم يشأ العالم أن يستيقظ ويعتبر الفايروس العدو رقم واحد للبشرية فأعتقد أننا لن نتعلم من دروسنا … ما زلنا في استراتيجية الاحتواء ويجب ألا نسمح للفايروس بأن‮‮‮ ‬‬‬يكون له مجال في الانتقال على الصعيد المحلي ) . ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬