الروتين والبيروقراطية وأثرهما في انتهاك كرامة المواطن

      Comments Off on الروتين والبيروقراطية وأثرهما في انتهاك كرامة المواطن
222

     حضر الدكتور خالد عليوي العرداوي، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية / جامعة كربلاء، الحلقة النقاشية الموسومة بـ(الروتين والبيروقراطية وأثرهما في انتهاك كرامة المواطن

التي أقامها مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات – أحد منظمات المجتمع المدني الفاعلة في محافظة كربلاء المقدسة – يوم الأربعاء الموافق 25/2/2015.

222

 

وقد تطرقت الحلقة إلى موضوع مهمّ يؤرّق بال الكثير من المواطنين في العراق ألا وهو موضوع التعقيد في الروتين الحكومي وتأثيره النفسي السلبي على المواطن العراقي، فضلا على ما يترتب عليه من آثار مدمرة تعيق بناء مؤسسات فاعلة، وهدر كبير في الوقت والمال العام. وقد قال الدكتور العرداوي أثناء مداخلته : “إن ما تعرضه هذه الحلقة من أسباب تقف وراء مشكلة الروتين وما يترتب عليها من آثار تمثل حقيقة لا يمكن نكرانها، والمعالجات المطروحة أيضا جيدة، إنما المهم أن تأخذ هذه المعالجات طريقها لتكون محل عناية واهتمام صانع القرار في البلد، وإن هناك عوامل أخرى تفاقم من حجم هذه المشكلة الخطيرة تتمثل في: الثقافة الاستبدادية وانعكاسها على منظومة القيم والسلوك لدى المجتمع والموظف في الدولة العراقية، ولا يقتصر تأثير هذه الثقافة على وجود المستبد، بل هي البيئة التي تنجب المستبدين سواء أكانوا على رأس هرم السلطة العليا أم على رأس قيادة الأسرة. وطبيعة النظرة المتبادلة بين المواطن والسلطة، بمعنى: هل تنظر السلطة إلى المواطن كزبون لا بد من تقديم أفضل الخدمات له وتجنب مضايقته والإساءة إليه، أم تنظر له كفرد مطيع لها يجب أن يتلقى عقابها متى ما أظهر امتعاضه ورفضه لممارساتها ؟. وهل ينظر المواطن إلى السلطة كتعبير عن إرادته وأداة لضمان حقوقه وحرياته، أم ينظر إليها ككيان غريب عنه، يقتضي الحال الخوف منه متى ما كان قويا والانتقام منه متى ما كان ضعيفا؟. وأن بيت الداء في الترهّل الإداري وعدم الشعور بالمسؤولية وضعف المؤسسات وانعدام الحافز فيها، هو عدم العدالة في تطبيق القانون على طول تاريخ الدولة العراقية الحديثة، إذ غالبا ما كان كبار المسؤولين لا تطالهم سلطة القانون ويبدون فوقها مهما كان حجم أخطائهم وفسادهم المالي والإداري، بينما تجد صغار الموظفين وأصحاب الدرجات الوظيفية المتوسطة وعموم المواطنين البسطاء خاضعين لسلطة القانون وينالهم العقاب لسبب أو بدون سبب، وهذا التعامل غير العادل لا يبني المؤسسات ولا يبثّ روح الحيوية والنشاط لدى العاملين فيها. تبقى مسألة مهمة، هي أن القضاء على البيروقراطية وتفعيل عمل الكادر الوظيفي بأمانة وإخلاص وتفانٍ في خدمة الناس لا تكون فقط من خلال كثرة القوانين والإجراءات المترتبة عليها، بل لا بد من وجود إحساس عالٍ بالضمير الإنساني يحفّز الموظف من أعلى السلم الوظيفي إلى أدناه لتقديم أفضل ما لديهم لخدمة وطنهم ومواطنيه، ويحفز المواطنين على اختلاف مستوياتهم للتحلي بالشجاعة والجرأة لرفض وجود الموظف الفاسد والفاشل، والدفع باتجاه المطالبة ببناء مؤسسات متميزة ومبدعة تساعد على بناء حياة أفضل“. هذا وقد حضر في الحلقة النقاشية نخبة من المختصين والمهتمين بالشأن العام.

 

111

 

 

3333