العبادي وضوء المرجعية الأخضر

      Comments Off on العبادي وضوء المرجعية الأخضر

بقلم: مؤيد جبار حسن

مركز الدراسات الاستراتيجية/جامعة كربلاء

الوقائع:

  • الشعب العراقي يعاني من مشاكل في الخدمات منذ سقوط نظام صدام حسين إلى هذه اللحظة، ومنها مشكلة قطاع الكهرباء الذي لا زال يراوح في مكانه رغم صرف مليارات الدولارات عليه.
  • الصيف اللاهب، حيث درجة الحرارة تجاوزت الـ(50) درجة مئوية، هيّج الجماهير ضد الحكومة والبرلمان للمطالبة بتحسين حال الكهرباء، ليتوسع بعدها الاحتجاج ليشمل جميع الخدمات وكشف ملفات الفساد الهائلة.
  • الوضع العام الحرج الذي يمر به البلد، من حرب ضروس مكلفة ضد تنظيم “داعش”، وحالٍ اقتصادي مزرٍ نتيجة انخفاض أسعار النفط العالمية.
  • المرجعية تدخلت واصطفت مع المواطن في مطالباته المشروعة، إذ “بلغ السيل الزبى”، وتغوّلت ملفات الفساد بشكل لا يمكن السكوت عليه.
  • الحشد الشعبي وهو في جبهات القتال ضد المفسدين من خارج البلاد “داعش” أعطى دفعة معنوية كبيرة للناس من أجل الانتفاض ضد المفسدين داخل البلاد.
  • قديما قالت ملكة فرنسا للمتظاهرين الجوعى وهم ينادون بالخبز: لما لا تأكلوا الكيك؟ فكانت عقوبة هذا التصريح أن هوت مقصلة الثوار على رقبتها. وفي العراق اليوم، القشة التي قسمت ظهر البعير – كما يقال – تصريح الفهداوي وزير الكهرباء بأن على العراقيين إطفاء سخانات المياه في فصل الصيف، مما أثار غضب الجماهير وتضاعف عددها في جميع شوارع العراق.

ولقد كانت الاستجابة السريعة للمرجعية باحتضان المطالب المشروعة للمتظاهرين العراقيين، ومن ثم إعطاء العبادي الضوء الأخضر للقضاء على الفساد في حكومته، وهي بداية الطريق لتحقيق مطالب الجماهير المنتفضة.

إنها لحظة تاريخية تمر بها البلاد. الربيع العراقي أتى وسط الصيف، ورئيس الوزراء سيواجه العديد من الصعوبات والعقبات، يمكنه من خلال الاعتماد على التفويض الشعبي له وعلى مباركة المرجعية أن يجتازها بسهولة.

ومن تلك العقبات:

  1. معارضة الكتل السياسية الحاكمة المنتفعة من الوضع الراهن لأي تغيير قد يطيح بمكاسبها المالية وسمعتها السياسية.
  2. ضغوط الحرب على تنظيم “داعش”، والتي ستضيف تشويشا كبيرا على أي قرار، بحكم خطورة المعركة وتهديدها لمستقبل العراق ووجوده، مما يجعل أي إصلاح أو فعل آخر مسألة ثانوية.
  3. إن موقف الراعي الأمريكي للعملية السياسية في العراق حتى لحظة كتابة هذه السطور غير واضح مما يجري في العراق من ثوران شعبي قد يطيح مشروعهم بأكمله.
  4. استغلال أطراف محلية وإقليمية لفورة المظاهرات للقيام بأعمال وتنفيذ أجندات خاصة، ففي جميع الثورات الشعبية هناك من يركب الموجة، وقد ينجح أو يفشل بحسب وعي تلك الشعوب.
  5. تحرك المجاميع الإرهابية سواء أكانت (خلايا نائمة أم قوات على الجبهات) للنيل من معنويات القوات العراقية ( الحشد الشعبي والجيش) عبر ضرب الجبهة الداخلية، وقد تستهدف المظاهرات لخلط الأوراق وزيادة التأزّم الموجود بين الشعب وحكامه.
  6. بقاء المتظاهرين دون لجنة مركزية تتكلم باسمهم يشتت الجهود الحكومية في احتوائهم، ويبرر للبعض انتقاد هكذا مظاهرات عفوية تفتقد للتنسيق والرؤية السياسية الدقيقة.
  7. ضعف من يقوم بالإصلاح قد يؤدي إلى فشله، فالحزم والشدة في تلك المواضع مطلوب، أمام استهتار الفاسدين بالشعب العراقي، وبقانونه وقضائه وأعرافه وقيمه. التحركات المصيرية تحتاج لقرارات صعبة ومؤلمة بعض الأحيان.