الاعتقال أو القتل: استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة بدلا من استهداف أصول تنظيم “داعش” وتدريب قوات محلية

      Comments Off on الاعتقال أو القتل: استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة بدلا من استهداف أصول تنظيم “داعش” وتدريب قوات محلية

باول ميكلري: صحفي تابع للبنتاغون يعمل في صحيفة فورين بوليسي

فورين بوليسي (Foreign Policy)

9 آذار/مارس 2016

ترجمة: هبة عباس

مراجعة وعرض: د. حسين أحمد السرحان

بداية يذكر الكاتب أن هناك تحولا في كيفية هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي بدأ بمقتل زعيم التنظيم في سوريا وإلقاء القبض على آخر من قبل القوات الأمريكية في العراق، تمثل باستهداف قادة إرهابيين محددين بدلاً من استهداف أصول الجماعة وتدريب قوات محلية. وهذا التحول طالت مناقشته داخل الأوساط الامريكية.

وذكر مسؤولون أمنيون عراقيون أن زعيم تنظيم “داعش” الذي تم اعتقاله يُدعى سليمان داوود العفاري، مسؤول الوحدة الخاصة بتصنيع الأسلحة الكيميائية في التنظيم، وتم اعتقاله من قبل قوة “دلتا” التابعة للقوات الخاصة الأمريكية في شمال العراق منذ عدة أسابيع، وما يزال محتجزا في مركز اعتقال أمريكي مؤقت في أربيل شمال العراق إلى أن يتم تسليمهُ إلى السلطات العراقية أو الكردية.

العفاري هو مسؤول الأسلحة الكيميائية في تنظيم” داعش” وعمل سابقاً لصالح صدام حسين، ومن غير المعروف فيما إذا كان مديراً لبرنامج الحرب الكيميائية التابع لـ” داعش” أم لا؟.

وقد هاجم التنظيم المتطرف القوات الكردية بالأسلحة الكيميائية مرات عدة في الأشهر الأخيرة. ووفقا لما قاله مدير الاستخبارات الأمريكية “جيمس كلابر” الشهر الماضي أمام لجنة الكونغرس، أن “داعش” استخدم المواد الكيميائية السامة في العراق وسوريا، بما فيها غاز الخردل. وأضاف: كانت هذه أول مرة تستخدم فيها مجموعة إرهابية أسلحة كيميائية في هجماتها منذ استخدام جماعة “آوم شينريكيو” – أخطر الجماعات الدينية اليابانية – غاز السارين في مترو أنفاق طوكيو عام ١٩٩٥. كما اتُهم الرئيس السوري بشار الأسد بإطلاق غاز السارين ضد شعبه، فضلا عن هجمات عام ٢٠١٣ القاتلة التي جعلت البيت الأبيض مترددا حينها اتجاه شن ضربات جوية واسعة النطاق ضد النظام.

وقد طلبت القوات الكردية مراراً وتكراراً من واشنطن تزويدها بأقنعة مضادة للغازات، للوقاية من قذائف المدفعية الملوثة بمادة كيميائية أطلقت على قواتهم، وقد حصلوا على عدة آلاف منها.

لا تُعرف المدة التي سيبقى فيها العفاري محتجزاً لدى قوات الولايات المتحدة، لكن يأمل المسؤولون في البنتاغون جمع معلومات استخباراتية من المعتقلين من أجل استخدامها لشن هجمات ضد الهياكل القيادية السرية لتنظيم “داعش”، وهذا النهج ذاته الذي استخدم من قبل قيادة العمليات الخاصة المشتركة في العراق وأفغانستان، والذي مزق التسلسل الهرمي لتنظيم القاعدة من خلال شن موجة من الغارات الليلية تم فيها إلقاء القبض على أشخاص مهمين من التنظيم.    

  

تعد قوة دلتا التي ألقت القبض على العفاري جزءاً من “قوة التدخل السريع” التي أرسلت حوالي ٢٠٠ جندي إلى العراق أواخر العام الماضي، وكانت مهمتها قتل أو اعتقال قادة تنظيم “داعش”.

وفي حديث له أمام لجنة مجلس الشيوخ في الكونغرس، قال “جين جوزيف فوتيل ” رئيس قيادة العمليات الخاصة الأمريكية بأن لديه مخاوف بشأن استراتيجية الولايات المتحدة لمكافحة “داعش”، لكنه لم يعط توصيات بشأن إجراء تغييرات على الخطة الحالية.وجاءت تصريحات فوتيل خلال شهادته أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ التي تدرس ترشيحه لرئاسة القيادة المركزية الأمريكية. وقد أخبر في يوم سابق اللجنة نفسها أن وزارة الدفاع الأمريكية ليس لديها خطة حقيقية لاحتجاز الإرهابيين المشتبه بهم في المستقبل القريب على الرغم من وجود “شروط للاعتقال طويل المدى”.

وبوصفه القائد القادم للحروب في العراق وسوريا، على فوتيل أن يضع خطة اعتقال طويلة المدى على الرغم من تردد البيت الأبيض لسنوات عدة. وفي الوقت ذاته، استهدفت الضربات الجوية الأمريكية بعض القادة المهمين في تنظيم “داعش”.

وأكد البنتاغون أن الغارة الجوية التي شنتها القوات الأمريكية في الرابع من شهر آذار أسفرت عن مقتل أبي عمر الشيشاني والمعروف باسم عمر شيشان “قائد القوات المسلحة في تنظيم داعش”، وكان شخصية مهمة في التنظيم و كثيراً ما يوصف بـ” وزير الحرب”.ويُعتقد ان الشيشاني قد لقي حتفه مع حوالي ١٢ مسلحاً آخرين في سلسلة من الضربات الجوية الأمريكية قرب بلدة الشدادي التي تمت استعادتها من قبل القوات الكردية والعربية المدعومة من قبل الولايات المتحدة. ويُقال أن “داعش” قام بإرساله الى بلدة الشدادي للمساعدة في وقف الخسائر وتعزيز معنويات المقاتلين.    

وقال الباحث في مؤسسة أمريكا الجديدة (New America Foundation)بارك بارفي،والذي أجرى مقابلات مع العديد من المنشقين عن التنظيم المتطرف: “إن مقتل الشيشاني يعد أمراً كبيراً، إذ يعد الوجه البارز لمقاتلي التنظيم الأجانب، وتعرّف عليه الكثير منهم”.وفي الوقت الذي كان فيه قائداً عسكرياً بارزاً – بوصفه احد أعضاء الجيش الجورجي، ويُقال أنه تلقى التدريب على يد القوات الخاصة الأمريكية – أثبت الشيشاني أنه يتمتع بالكاريزما والاتصال المستمر مع قواته. وقال بارفي مضيفاً: “إن هذا لأمر دقيق وحساس ولا يمكن تعويضه”.

          http://foreignpolicy.com/2016/03/09/kill-or-capture-washingtons-new-isis-plan-claims-two/