نهج بايدن تجاه الشرق الأوسط سيكون مختلفاً عن نهج ترامب ، وخاصة فيما يتعلق بأيران

      التعليقات على نهج بايدن تجاه الشرق الأوسط سيكون مختلفاً عن نهج ترامب ، وخاصة فيما يتعلق بأيران مغلقة

 

 

الكاتب: توني ولكر

الناشر: The Conversation

ترجمة:هبه عباس محمد علي

 

اغلب صناع القرار في دول العالم يترقبون هزيمة دونالد ترامب في الانتخابات الامريكية الاخيرة، ومنهم صانع القرار الاسترالي ، اذ يرى ان هناك العديد من المواضيع على مكتب البيت الابيض على الرئيس الجديد ان يتداركها ومنها: السياسة الصينية واعمالها التجارية الانتقامية التي من المتوقع ان تُلحق ضررا حقيقيا بالمصالح الاقتصادية الاسترالية فضلا على المخاوف الأخرى التي تتطلب الاهتمام تحسبا لرئاسة جو بايدن، وعلى رأسها سياسة الشرق الأوسط التي عانت من نهج إدارة ترامب بالتعامل في المنطقة التي سلمت فيها أمريكا دورها التقليدي”الوسيط النزيه” لصالح نهج”إسرائيل اولاً” ، وقد يكرر وزير الخارجية الأمريكي المكلف انتوني بلنكن قوله في معهد هدسون ” اننا لن نفعل المزيد في الشرق الأوسط” .

 

ولكن التاريخ في أكثر مناطق العالم تقلباً يثبت أن الحديث عن هذا الطموح أسهل من تحقيقه. ولقد سعت الإدارات الأميركية المتعاقبة إلى الانسحاب من الشرق الأوسط لكن تآمرت الظروف لجعل هذا الأمر صعبا.

 

ومن جانبها ترى أستراليا ان إدارة بايدن سوف تعمل حتماً على تغيير ردود أفعال الإدارة الامريكية في التعامل مع تحديات الشرق الأوسط، وهذا يشمل المواقف تجاه الفلسطينيين.

 

ولن يتسامح بايدن مع توسع إسرائيل الاستيطاني الذي أبداه سلفه”ترامب” ، ولن يؤيد ضم إسرائيل من جانب واحد للأراضي الواقعة تحت الاحتلال.

 

وسوف تعود الإدارة الجديدة إلى صيغة الدولتين في نهجها في التعامل مع عملية صنع السلام في الشرق الأوسط، وهذا ما تم تجاهله خلال إدارة ترامب.

 

 

وسيكون  لزاماً على صناع القرار السياسي في كانبيرا(العاصمة الاسترالية) التحلي بالمهارة من اجل شق طريقهم عبر السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، والتي سوف تكون أقل إيديولوجية وأكثر تركيزاً على ما يمكن وصفه بالمبادئ الأساسية.

 

وسوف تنطوي هذه المبادئ على زيادة التركيز على حقوق الإنسان، وهذه ليست بالانباء المفرحة بالنسبة للدول التي تنتهك حقوق الإنسان مثل المملكة العربية السعودية، أو إسرائيل في معاملتها للفلسطينيين.

 

وسوف تكون قضايا المناخ عبئا ثقيلاً أيضا، وامراً محرجاً بالنسبة للدول المتأخرة عن النظر في المناخ مثل المملكة العربية السعودية.

 

ومن المتوقع أيضاً أن تتبنى إدارة بايدن نظرة أقل تسامحاً إلى الغارات التي قامت بها روسيا وتركيا في الشرق الأوسط. ولقد أخذ كل من البلدين في الحسبان الحسابات الإقليمية على نحو لم يكن واضحاً عندما شغل بايدن منصب نائب الرئيس في إدارة أوباما.

 

كما تعد موسكو وانقرة الآن لاعبين إقليميين مهمين بالنسبة للخليج وغرب وشمال أفريقيا في تدخلهما خارج الحدود الإقليمية في دول مفتتة مثل ليبيا.

 

وأشار  بايدن أن من أولوياته في السياسة الخارجية الانضمام من جديد إلى الاتفاق النووي الإيراني (خطة العمل الشاملة المشتركة) التي وقعتها في عام 2015 الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإضافة إلى ألمانيا والاتحاد الأوروبي.

 

في حين كان إيقاف البرنامج النووي الإيراني من الإنجازات الكبرى لادارة أوباما في مجال السياسة الخارجية ، كما تخلى ترامب عن خطة العمل المشتركة الشاملة بشكل غير مسؤول عام ٢٠١٨. ومن المتوقع الآن ان تتعرض إدارة بايدن الى ضغوط من اجل تنفيذ الاتفاق الإيراني وسيشمل ذلك زيادة مدة الاتفاق التي تصل الى١٥ عاما.

 

ومن المتوقع أن يضغط المفاوضون الأميركيون على إيران من اجل  التراجع عن دعمها لوكلاء إقليميين في لبنان وسوريا والعراق واليمن والأراضي الفلسطينية. ومن جانبها سوف تسعى واشنطن أيضاً إلى الحد من صادرات إيران من الصواريخ الموجهة الدقيقة إلى احلفاءها داخل المنطقة وخارجها. وقد صرّحت طهران إن مثل هذه القضايا لن تكون مطروحة على طاولة المفاوضات في حال إعادة التفاوض على خطة العمل المشتركة الشاملة، وهذه أمورمعقدة . ومن المحتمل قد تسعى إدارة بايدن إلى إشراك أطراف أخرى مهتمة في خطة العمل المشترك الشاملة التي أعيد التفاوض عليها.

 

كان فريق بايدن في مجال السياسة الخارجية يتحدث عن إضافة لاعبين إقليميين مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وهذا سيساعد في معالجة المخاوف المرتبطة بالانتشار النووي.

 

وقد حذر بايدن خلال مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز من مخاطر سباق التسلح النووي في الشرق الأوسط الذي تشترك فيه مصر والمملكة العربية السعودية وتركيا في حال حصول إيران على قدرة نووية فائقة.ولن يكون لدى كانبيرا أي قضايا تتعلق بهذا النهج.

 

كانت استجابة أستراليا لتخلي إدارة ترامب عن خطة العمل المشترك الشاملة حذرة. وقد أجرت الحكومة مراجعة لدعم أستراليا ثم اجلت أي اعتراضات على ذلك.

لذلك يمكن اعتبار استراليا مجرد متفرج .

 

ومع التأكيد على العلاقة التجارية بين أستراليا والصين، سوف يكون الشغل الشاغل للصين هو السعي الى تنمية الأسواق و إيجاد فرص جديدة.

 

وعلى الرغم من ان تجارة أستراليا مع الشرق الأوسط قليلة نسبيا لكنها بالغة الأهمية. فالتجارة الثنائية مع المنطقة، وأغلبها في الخليج، تعادل نحو 2. 5% من إجمالي التجارة. وتعتبر الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية أكثر الأسواق المستهلكة للسلع والخدمات الأسترالية. و تضم منطقة الخليج أيضاً أربعة من أكبر صناديق الثروة السيادية على مستوى العالم ، لكن ١١ مليار دولار امريكي من استثمار الإمارات العربية المتحدة في أستراليا غير كافي.

 

إن المراجعة الأسترالية لسياسة الشرق الأوسط سوف تتضمن تقييمات لما قد تعنيه إدارة بايدن بشأن تورط أستراليا في أفغانستان. ومن جانبها أعلنت إدارة ترامب عن نيتها سحب حوالي ٢٥٠٠جندي من اصل ٤٥٠٠ جندي بحلول عام ٢٠٢١ ، وجاء هذا بعد “بعد اتفاق سلام” مع طالبان تم توقيعه في شهر شباط.

 

وقد كان بايدن يتخذ موقف المحايد في أفغانستان، ومعارضا لترامب في مايتعلق بزيادة عدد الجنود خلال ٢٠٠٨-٢٠٠٩ لكنه خسر هذه الحجة. ومن المحبذ ان يحتفظ بقوة صغيرة لمكافحة الإرهاب.

 

وبالنسبة  لأستراليا فستبقى قواتها القتالية لفترة طويلة وهي عبارة عن فرقة تدريب مع الجيش الافغاني ومن المحتمل بقاءها في ظل الظروف الحالية.

 

وأخيرا . اتخذت كانبيرا في شهر تشرين الأول قراراً مهماً بشأن دورها في الشرق الأوسط لكن لم تلق هذه الحقيقة قدراً كبيراً من الاهتمام في ذلك الوقت.ومن جانبها أعلنت وزيرة الدفاع ليندا رينولدز أن أستراليا ستنهي وجودها البحري في الخليج .

 

https://theconversation.com/joe-bidens-approach-to-the-middle-east-will-be-very-different-from-trumps-especially-on-iran-151987